تطل بعض قرى والمدن الساحلية من ولاية المنستير (قصيبة المديوني، خنيس، لمطة، صيادة...) على بحر يتسم بانخفاض مستوى مياهه وبانعدام التيارات الساحلية وفي ظل ذلك نجد محطتي تطهير واحدة شمال مدينة خنيس المعروفة "بمحطة الفرينة" والثانية جنوب مدينة قصيبة المديوني محطة "واد السوق"، وكلا المحطتين تفرغان المياه الواردة عليها بهذا البحر "الميت" وكان من نتائج ذلك: مياه بحرية راكدة ونتنة وملوثة وروائح كريهة وهذا ما يمكن معاينته بسهولة عند استعمال الطريق الساحلي (المنستير – قصر هلال) وخاصة في مستوى مدينة قصيبة المديوني. بداية من يوم الجمعة 19 ماي انطلقت روائح كريهة جدا من البحر وشملت مناطق عديدة: قصيبة المديوني، بنان، لمطة، خنيس، بوضر... كانت لها انعكاسات خطيرة على الوضع الصحي لمتساكني مدينة قصيبة المديوني: بعض حالات اختناق، وغثيان ودوران بالرأس، حروق جلدية لكل من لمس مياه البحر مع احمرار مياه البحر على طول الشريط الساحلي كما تفاعلت كيميائيا: أكسدة بعض المعادن، تغير ألوان الدهن، اخضرار البلاط (الجليز)، تآكل معدات القوارب النحاسية... تساقط حبات الزيتون، موت كميات كبيرة من السمك من مختلف الأحجام. كيف تعاملت السلطة بمختلف مستوياتها المحلية الجهوية والوطنية إذ إلتزمت الصمت وتكتمت على حقيقة ما يقع وعملت على ترويج بعض الأطروحات التي لا تمت للواقع بصلة من نوع أن المسألة لا تغدو سوى ظاهرة طبيعية وتعاملت مع الكارثة أمنيا وبالترويج أن الرابطة تريد تسييس الموضوع وإعطائه أبعادا أخرى... إلى آخر ذلك من الترهات متساكني قصيبة المديوني يتحركون: ترسيخا لقيم المواطنة خرجت صبيحة الأحد 28 أفريل مسيرة شعبية بمدينة قصيبة المديوني رغم الحضور الأمني المكثف وحمل المتساكنون "كمامات" على أفواههم وتوجهت المسيرة نحو قصر البلدية حيت انعقد اجتماع شعبي عام وجاءت كل التدخلات لتؤكد: التنديد والاحتجاج على السلط المحلية والجهوية لتكتمها وصمتها وعدم حضورها ضرورة الإسراع بكشف الحقيقة حول درجة وخطورة التلوث وحقيقة ما يقع طلب تشكيل لجنة طبية للكشف عن الوضع الصحي نتيجة استنشاق الغازات السامة تقديم إعلام للمواطنين ووضعهم في الصورة طلب تشكيل لجنة فنية محايدة ومستقلة حول عمل محطات التطهير ومدى احترامهم لمواصفات العمل المتعارف عليها التدخل العاجل لتنظيف الشريط الملوث كما نادى التجمع العام إلى تحرك ثاني ليوم الجمعة 2 جوان على الساعة الخامسة بعد الظهر صحيفة الموقف العدد 362