الشريط الساحلي الممتد من سبخة المنستير الى شاطئ البقالطة مرورا بسواحل خنيسوقصيبة المديوني ولمطة وصيادة وطبلبة وعلى امتداد مسافة تقارب 30 كلم يوجد في وضعية بيئية متردية روائح كريهة وتلوث خطير مما ولّد تذمّرات كثيرة. إلا أنه وجب التأكيد على أن هذا الوضع المؤلم ليس وليد اليوم أو حتى نتاج الأمس القريب بل هو نتيجة تراكمات عقود من الزمن ووجود محطة تطهير وادي السوق بين بوحجر ولمطة والتي تقادمت تجهيزاتها بالاضافة الى ما كان يشهده الشريط من تسرّبات كيميائية نتيجة غسل الصوف وغيرها من الافرازات التي كانت تصبّ في البحر الذي تحول ساحله في أغلب المناطق الى بحر ميّت متعفّن لا يصلح لا للصيد ولا للسباحة بل أصبح مدعاة لحياة بائسة لمتساكنين لم يسمعوا إلا الوعود الزائفة والبرامج الرنانة التي بشرتهم بمئات المليارات دون أن يروا إنجاح برامج حتى بآلاف المليمات. تدخل الوالي متساكنو هذه الجهة عاودوا التعبير هذه المرة عن تذمّراتهم فوجد نداؤهم الصدى من قبل السيد هشام الفراتي والي المنستير الذي ما أحوج الناس الى أمثاله من المسؤولين فما أن بلغه الصدى حتى تحول على عين المكان فلم يتكلم ولم يقدم الوعود فأصغى أولا من خلال الاستماع ميدانيا الى آراء المتساكنين ثم عقد 3 جلسات عمل مع الادارات التي يهمها هذا الشأن وهي الفلاحة والبيئة والتطهير والوكالة الوطنية لحماية المحيط وتهيئة الشريط الساحلي والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات وتمّ الاتفاق على استقدام فريق من الخبراء والفنيين التابعين لوزارتي الفلاحة والبيئة الذي قام برفع عينات من مياه الشاطئ وقيس الهواء لتحديد مدى التلوث بالبحر بالاضافة الى القيام بدراسة تهيئة الشريط الساحلي وبالاصغاء الى آراء المتساكنين. وقد عهدت الوكالة الوطنية لحماية المحيط وتهيئة الشريط الساحلي الى مقاول، لرفع الطحالب والأعشاب كما قامت الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بتنظيف الشاطئ وتجميع البلاستيك. ووقع توفير الآليات والآلات الكاسحة والتراكسات من قبل الادارة الجهوية للتجهيز كما وفرت المندوبية الفلاحية الشاحنات والجرارات والعمال لرفع الفضلات وتحويلها الى المصب الجهوي وقام ديوان التطهير بتنظيف شبكة التطهير وجهر وادي السوق وتكونت لجنة لمراقبة واقع الشبكة والتصدي لما قد تكون قد ساهمت فيه المؤسسات الصناعية من تلوث من خلال الربط الخفي كما مكنت الولاية بلديات خنيسوقصيبة المديوني ولمطة وصيادة من 6 عملة على امتداد 10 أيام للمساعدة على تنظيف الشاطئ. وبفضل هذه التدخلات العاجلة والناجعة التي يتابعها السيد الوالي يوميا وعلى عين المكان وعين للاشراف عليها مسؤولا من الولاية أمكن تنظيف ما يزيد على 3 هكتارات بشاطئ خنيس و5 بشاطئ قصيبة المديوني وستتواصل الاشغال حتى تزول كل المظاهر المخلة بالبيئة والمحيط وقد أشاد متساكنو هذه المناطق بوقفة الوالي. برنامج آجل السيد الوالي أكد لنا ان هذا البرنامج سيمتدّ حتى شاطئ البقالطة وأن من أهدافه العاجلة ازالة كل مظاهر التلوث وأفادنا بأن هناك برنامجا آجلا سينطلق في غضون سنة 2012 ويتمثل في ايجاد حلول جذرية لمشاكل محطات التطهير بإيجاد قنوات في عمق البحر وإعادة الحياة الى الشريط الساحلي.