المنستير (وات)-أعلنت وزيرة البيئة مامية البنا عن إطلاق طلب عروض خلال الفترة القليلة القادمة يتعلق بمشروع استصلاح خليج المنستير (وسط شرقي). واعتبرت في اجتماع ضم الثلاثاء بقصيبة المديوني خبراء وممثلي المجتمع المدني وأهالي من قصيبة المديوني ولمطة وصيادة وبوحجر وخنيس (خليج المنستير) ان تلوث هذا الشريط يطرح في الآن نفسه إشكالا على المستويين الوطني والإقليمي. وأشارت إلى أنه تم تخصيص في إطار الميزانية التكميلية لسنة 2012 حوالي 10 ملايين دينار لاستصلاح خليج المنستير. ويعاني الشريط المذكور من إشكاليات تتعلق بصرف المياه الصناعية غير المعالجة في الأودية الموصولة بالبحر وإلقاء محطة معالجة المياه التابعة للديوان الوطني للتطهير بلمطة لمياه غير معالجة حسب المواصفات على بعد 100 متر في البحر. وأكدت البنا أن محطة معالجة المياه بلمطة، التي أحدثت سنة 1992، سيكون "مآلها الغلق" بعد إتمام المحطة الجديدة التي ستكون جاهزة في غضون العامين. وأوضحت أن الحل في الوقت الراهن يكمن في القيام بحملات تنظيف لمعالجة الروائح الكريهة المنبعثة من المحطة. وأفادت مسؤولة الحكومة انه سيقع إحداث لجنة لمتابعة تقدم هذه المشاريع بمشاركة مكوٌنات المجتمع المدني. ويبدي سكان كلا من قصيبة المديوني ولمطة وصيادة وبوحجر وخنيس تبرمهم من الروائح الكريهة الصادرة عن محطة التطهير بلمطة وتأثير المياه الصادرة عن المحطة على المنظومة البيئية البحرية ونفوق الأسماك والكائنات البحرية وظهور طحالب تعرف باسم "سلاطة البحر". ويشكو البحارة في المنطقة من إصابتهم بأمراض جلدية جراء تلوث مياه البحر إلى جانب أنٌ شواطئهم لم تعدٌ صالحة منذ عقود للسباحة وتسبب الغازات المنبعثة من محطة التطهير في الترفيع في مستوى الإصابة بالسرطان. ويؤكد السكان أن المحطة أقيمت في منطقة حمراء أي فوق الآثار علاوة على الميناء الأثري المغمور في البحر خلف المتحف. وذكروا أنٌ المصبات العشوائية بالحرقوسية ووادى السوق تساهم في تلوث الهواء خاصة عند اضرام النار في اكوام الفضلات كل ليلة. وطالب السكان وزيرة البيئة بحل جذري وبرزنامة عمل واضحة تهم غلق محطة التطهير بلمطة و"بعدم تمويههم كما حدث في عهد النظام السابق". وقد أوصت وزيرة البيئة بتوفير التجهيزات اللازمة لجهر وادي خنيس وقلع الأعشاب المحيطة به. واطلعت بالمناسبة على حملة نظافة على مستوى شاطئ خنيس تنفذها وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات واطلعت على نشاط محطة التطهير بلمطة ومستوى التلوث بميناء قصيبة المديوني. وقد نفذ الأهالي الثلاثاء وقفة احتجاجية أمام محطة معالجة المياه بلمطة تواصلت من الساعة العاشرة صباحا إلى حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر للمطالبة بغلق هذه المحطة.