لقي حادث اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو أمس ردود فعل شاجبة وغاضبة لدى مختلف الأطراف على الساحة الدولية، ودعت معظم عواصم الغرب التي دانت “الجريمة” الى بذل كل الجهود من أجل استقرار باكستان، فيما قرر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة لبحث الأوضاع في ذلك البلد بعد حادثة الاغتيال. فقد دان الرئيس الأمريكي جورج بوش بقوة الاغتيال “الجبان” لبينظير بوتو، داعياً إسلام آباد الى الاستمرار في سلوك طريق الديمقراطية. وكان البيت الأبيض دان “أعمال العنف” التي أودت بحياة بوتو. كما نددت الخارجية الأمريكية بعملية الاغتيال. وقال المتحدث باسم الخارجية توم كايسي “ندين بالتأكيد هذا الاعتداء الذي يبين أن هناك أناساً يحاولون وقف بناء الديمقراطية في باكستان”. وفي نيويورك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان بقوة بعملية الاغتيال، واصفاً ما حصل بأنه “جريمة فظيعة”. وقرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع عاجل لبحث الأوضاع في باكستان بعد عملية الاغتيال. وقالت المتحدثة باسم المجلس ماري أوكابي إن “مجلس الأمن قرر الانعقاد عند الظهر (17،00 تغ) لإجراء مشاورات بشأن الوضع في باكستان”. وفي لندن، دان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند “الهجوم الغاشم” الذي أودى بحياة بوتو، معرباً عن “صدمته” لسماع نبأ هذا الاغتيال. وقال إن بوتو “كانت تعرف مخاطر عودتها الى باكستان إلا أنها كانت مقتنعة أن بلادها بحاجة إليها”. ووصفت الهند الاغتيال بأنه “عمل مشين”. وقال وزير الخارجية الهندي براناب موكرجي إن “مقتلها خلّف لدينا صدمة وشعوراً بالرهبة”. كما دانت اليابان على لسان وزير خارجيتها ماساهيكو كومورا عملية الاغتيال، رافضة حل المشكلات عن طريق العنف. وفي طهران، دانت وزارة الخارجية الإيرانية اغتيال بوتو، ودعت السلطات الباكستانية الى ملاحقة “الإرهابيين” الذين نفذوا الهجوم. وقال المتحدث باسم الخارجية محمد علي حسيني إن “العمل الإجرامي الذي وقع في روالبندي هو عمل ندينه بأشد العبارات”، مضيفا أن “على حكومة باكستان ألا تدخر أي جهد لتحديد المجموعة الإرهابية التي تقف وراءه ومعاقبتها لمنع ارتكاب أي عمل آخر من هذا النوع تنفذه مجموعات إرهابية”. كما دانت روسيا بشدة اغتيال بوتو، وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامنين “ندين هذا الاعتداء بشدة ونقدم تعازينا الى أقرباء بوتو، ونأمل أن تتمكن القيادة في باكستان من اتخاذ التدابير الضرورية لضمان الاستقرار في البلاد”. وفي باريس ندد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير “بالعمل الآثم” الذي أودى بحياة بوتو، داعياً المجتمع الدولي الى بذل كل الجهود لضمان “استقرار” باكستان. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن كوشنير “يؤكد مجدداً تمسك بلدنا باستقرار باكستان وديمقراطيتها التي يجب أن تتصدر اهتمام المجتمع الدولي كله”. وشجب رئيس الحكومة الإيطالية رومانو برودي “التعصب” الذي أودى بحياة بوتو، داعياً الى “عدم قطع الطريق الصعب نحو السلام”. واعتبر الفاتيكان حادث اغتيال بوتو “مأساوياً ومروعاً” وفق ما ذكر المتحدث باسم الفاتيكان الأب فريديريكو لومباردي. وفي الرباط، ندد المغرب بعملية الاغتيال، معتبراً أنها “تصرف همجي لا يمت الى العقل”. وقال وزير الاتصالات المغربي خالد النواصري في مؤتمر صحافي “ننحني أمام ذكرى شهيدة العمل الوطني الباكستاني”. وأضاف “انها مناسبة لنا لندين بكل قوتنا التصرفات الهمجية والتي لا تمت الى العقل في المجال السياسي”. كما دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اغتيال بوتو، واصفاً إياه “بالعمل الإجرامي”. وقال الديوان الملكي في بيان إن الملك “أعرب في برقية بعث بها الى الرئيس مشرف باسمه وباسم شعب وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية عن إدانته الشديدة لهذا العمل الإجرامي”. وفي القاهرة، دان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حادثة الاغتيال، وقال إنه “تلقى نبأ جريمة الاغتيال الإرهابية النكراء التي تعرضت لها بوتو بالحزن والأسى.. وتقدم بخالص العزاء والمواساة الى شعب باكستان في هذا المصاب. وفي بيروت، استنكر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة جريمة الاغتيال، معتبراً أن العنف والإرهاب السياسي لم ولن يكون وسيلة إلا لزيادة المآسي والويلات، وهو مرفوض ومدان من كل الأديان والأعراف والقوانين. وفي القاهرة، دان وزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط في بيان اغتيال بوتو، مؤكداً أن هذه العملية الارهابية تستدعي ضرورة ان تعمل كافة القوى والطوائف السياسية على تجاوز خلافاتها في هذه المرحلة الحرجة للحفاظ على أمن واستقرار هذه الدولة. ومن جانبها، دانت سوريا “الاعتداء الارهابي الجبان”، معربة عن صدمتها، كما بعثت خالص تعازيها لعائلة بوتو ولحزب الشعب الباكستاني وللحكومة الباكستانية وعن ثقتها من ان باكستان ستتمكن من اجتياز الظروف العصيبة التي تمر بها نتيجة هذا العمل الارهابي، وفق ما ذكر متحدث رسمي باسم الحكومة السورية. وفي طرابلس، دانت وزارة الخارجية الليبية في بيان اغتيال بوتو، مؤكدة حرص ليبيا على أمن وسلامة باكستان، ومعارضتها لكل ما من شأنه الاخلال بالأمن والسلم الأهلي هناك. كما دانت الجزائر “بكل قوة” عملية الاغتيال التي “تعجز عن وصفها”، معتبرة أنها غير مقبولة، كما أعربت تونس عن استيائها جراء الاعتداء ودانت “العملية المجرمة المريعة”. وفي جدة، دانت منظمة المؤتمر الاسلامي “بأشد العبارات” اغتيال بوتو، معتبرة إياه اعتداء على الاستقرار في باكستان، وقال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين احسان اوغلو في بيان انه “يدين بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء والشنيعة” مشيراً إلى أنه يهدف إلى زعزعة الأمن وعرقلة الجهود نحو الوحدة والمصالحة وضد المسيرة الديمقراطية في باكستان.