أطلق ديوان الصناعات التقليدية في تونس التابع لوزارة التجارة، عملية وصفها بالنموذجية بغاية نشر ثقافة استهلاك منتجات الصناعات التقليدية. و تتمثل العملية الترويجية في تسويق المنتوج التقليدي عبر المساحات التجارية الكبرى، و إقامة ورشات لإبراز المهارات الحرفية للمدن التونسية. و يشارك في العملية 15 حرفيا من مدينة نابل التي تعرف بحرفة الفخار والخزف والتطريز. و في القيروان، يعرف شهر الزربية أو السجاد التونسي الذي تشتهر به المدينة، تخفيضات في المحلات التي تشترك في التظاهرة. وقال المنظمون إنهم يستعدون لتعميم التجربة إلى باقي المدن التونسية عند نجاح أول تجربة التي ستتواصل إلى 31 ديسمبر. و في إحدى الفضاءات التجارية الكبرى بتونس، نصب ديوان الصناعات التقليدية ديكورا شبيها بالخيمة لعرض منتجات الحرفيين المشاركين. و تميزت المنتجات بالتنوع والتجديد خاصة على مستوى الشكل والألوان، حيث اكتست الأواني الفخارية ألوانا زاهية وهي مغايرة للألوان التقليدية المعروفة بها الجهة. كما ابتكر العديد من الحرفيين الشبان أشكالا مجددة مستوحاة من فن "الديزاين". تقول سماح بوخريص وهي حرفية من نابل "ظهر جيل جديد من الحرفيين تخرجوا من الجامعات والمعاهد المختصة، وهؤلاء استطاعوا إدخال تعديلات وتحويرات في شكل ولون المنتجات التقليدية، وهو تطوير مستوحى من الفن العصري. وقد ساعد في هذا الانفتاح وسائل الإعلام والإنترنت وتفتح الجيل الجديد على كل ما هو عالمي وجديد" أما الحاج محمود وهو حرفي منذ أكثر من 30 سنة في خياطة الجبة التونسية، فيشدد على أن التجديد لا يجب أن يمس الأصل وإلا حسب رأيه "سوف تضيع هوية الصنعة التقليدية وربما تندثر". عرفت العديد من منتجات الصناعة التقليدية التونسية تراجعا كبيرا في الوقت الذي كانت فيه جزءا من الحياة اليومية. ويكاد يقتصر استعمال بعض منها كمنتجات الخزف والفخار والكساء كأدوات للديكور. أما المنتجات الأخرى كالجبة و الشاشية ومنتجات الجلود التقليدية فينحصر ارتداؤها في الأعياد والمناسبات الدينية والأفراح. و يشتكي الكثير من التونسيين من غلاء أسعار منتجات التقليدية، و تعتبر سوسن التي التقيناها في الفضاء التجاري، سعر المرقوم مرتفعا جدا مقارنة بقيمته الحقيقية، والمرقوم هو عبارة عن كساء صوفي تقليدي. و تقول "سعر المرقوم 74 دينار، وقد لاحظنا أن أسعار هذه المنتجات ما تفتأ ترتفع عوض أن تنخفض لتشجيع المستهلك على اقتنائها". غير أن نزار درويش، وهو حرفي من الجنوب التونسي، له رأي مغاير" الأسعار لا تعتبر مرتفعة مقارنة بالمنتجات المصنعة. ثم أن المنتوج التقليدي هو يدوي الصنع في كل مراحل إنتاجه وهو ما يتطلب عناء كبيرا كما أن المواد المستعملة ارتفع سعرها مقارنة بالسنوات الماضية". و كثفت الحكومة التونسية في السنوات الأخيرة من حملاتها الترويجية للصناعات التقليدية سواء في تونس أو خارجها من خلال المشاركة في الصالونات الدولية. و يمثل صالون الصناعات التقليدية أهم صالون متخصص في القطاع ويستقطب كل سنة أعدادا كبيرة من الزائرين يصل إلى أكثر من 130 ألف زائرا حسب الأرقام الرسمية. وتشير الإحصائيات الى أن القطاع يشغل 11٪ من اليد العاملة أي ما يعادل 300 ألف حرفيا يساهمون بنحو 3.81٪ في الناتج الداخلي الخام حسب إحصاءات 2005 فيما بلغت قيمة صادراته سنة 2006 أكثر من 300 مليون دينار لتساهم بحوالي 2.6٪ من مجمل الصادرات.