توقع محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية انفراج الملف النووي الإيراني خلال العام الجاري، وحذر من أن تنظيم "القاعدة" يسعى بالفعل للحصول على سلاح نووي أو مواد مشعة لاستخدامها في صناعة "القنابل القذرة". وقال البرادعي في حديث نشرته امس الاحد صحيفة "الشروق" التونسية المستقلة إن الملف النووي الإيراني "سيشهد انفراجة خلال هذا العام، ولا سبيل سوى ذلك، وليس الحسم العسكري". وحذر من أن الخيار العسكري "سوف يجر كل المنطقة إلى حالة من الفوضى، وسيجعل الدول تلجأ إلى السلاح النووي، بخاصة وان الحل العسكري سيؤدي إلى حالة من التكاتف بين جميع التيارات السياسية الإيرانية للدفاع عن كرامة الوطن". وشدد على أهمية الدور العربي في هذا الشأن، معرباً عن اعتقاده ب"أن الدول العربية عليها القيام بدور في هذا المجال، لأن الحل يجب أن يأتي من داخل المنطقة وليس من خارجها". ومن جهة أخرى، قال البرادعي إن الاتهامات الإسرائيلية لسورية بأن لديها برامج نووية "تمثل لغزا بالنسبة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا توجد لدينا أي معلومات بهذا الشأن". وأضاف "أن السوريين ردوا علينا بأن المنطقة التي حددتها إسرائيل هي منطقة عسكرية، ولكنهم رفضوا التفتيش"، وذلك في إشارة إلى موقع المفاعل النووي السوري المزعوم الذي قصفه الطيران الإسرائيلي في مطلع سبتمبر الماضي. واعتبر البرادعي أن "لا معنى لمبدأ السلام مقابل الأرض، لأن الأمن يجب أن يكون عنصرا أساسيا في أي اتفاق سلام مع إسرائيل، ذلك أن السلام لن يتم إلا بتحقيق الأمن الإقليمي". واعترف بازدواجية المعايير في العلاقات الدولية بالنظر إلى الملف النووي الإسرائيلي، ولكنه اعتبر أن العرب "فوتوا العديد من الفرص لمعالجة هذه القضية في اتفاقيات السلام مع إسرائيل، حيث كان يجب أن يتم النص على ذلك في اتفاقيات كامب ديفيد". إلى ذلك، أكد البرادعي الذي اعترف بأنه تلقى تهديدات كثيرة بالقتل، أن تنظيم القاعدة يسعى للحصول على سلاح نووي أو مواد مشعة، بخاصة وأن هناك نحو 150 عملية إتجار غير مشروع تتم سنويا في هذه المواد. وأوضح البرادعي " لدينا بالفعل معلومات تشير إلى أن القاعدة تحاول الحصول على سلاح نووي أو مواد مشعة، لذلك قمنا بإنشاء برنامج للحماية والأمن النووي، بحيث تحمي الدول ولا تقع مثل هذه المواد في يد القاعدة".