شامخة تنتصب وسط الجبال خضرتها تتحدّى قساوة الطقس الحار والجاف في عمق الصحراء .. زيتونة العكاريت هي الأكبر حجما من نوعها في البحر الابيض المتوسط تتوسّط منطقتي الدويرات وشنني من ولاية تطاوين ويتجاوز عمرها التسعمائة عام .. تمسّكت بالأرض عبر القرون ونشرت جذوعها على مساحة كبيرة، تمسّك لعلّه يعكس تمسّك سكان هذه الأرض بمحيطهم ومحافظتهم عليه .. هذه الزيتونة توارثتها أجيال متعاقبة وحافظوا عليها عبر القرون فمالكوها خيّروا غرس جذوعها في الأرض لتمتدّ أكثر وأكثر على أن يقوموا بقصّها حتى انتشرت على مساحة شاسعة، كما انهم لا يقومون بجني زيتونها الا حين ينضج تماما ويسقط على الأرض فيقومون بجمعه وذلك مخافة ان تتضرّر أغصانها من عملية الجني.. وتتميّز الزيتونة بكثافة انتاجها حيث فاقت خلال فترة التسعينات ال 1500 لتر من الزيت، كما أنّ لها انعكاس جدّ ايجابي على المنطقة كيف لا وهي قبلة مئات السياح سنويا يأتون من مختلف دول العالم لمشاهدتها والاستمتاع بالهواء المنعش بين جذوعها فمن يدخل وسط الزيتونة في الصيف يكاد ينسى حرارة الطقس في الخارج فظلها شاسع والهواء داخلها بارد وأصوات العصافير ينتشي لها كل من زارها ما جعلها علامة بارزة في المسالك السياحية بتطاوين ومؤخرا تمّ إدراجها ضمن مسلك “الظاهر” السياحي بالجهة.