تشهد السّاحة السياسية منذ فترة عديد التجاذبات و المواقف المتضاربة بخصوص بقاء حكومة يوسف الشّاهد من عدمه و قد احتدّت هذه الأزمة منذ تعليق العمل بوثيقة قرطاج 2 تلتها مباشرة مطالبة المدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قائد السبسي ليوسف الشّاهد بالاستقالة من رئاسة الحكومة، ليرد هذا الأخير بأنّ الحكومة أحرزت تقدّما في عديد المهام المكلّفة بها و خاصة على المستوى الاقتصادي و مكافحة الفساد.. و يتواصل الوضع على ماهو عليه بين كر و فر من الطّرفين.. و هو ما تسبّب في مزيد تعطيل الوضع الحالي و قاد رئيس الجمهوريّة الباجي قائد السّبسي لإجراء حوار تلفزي بثّ على قناة نسمة دعا من خلاله الشّاهد للاستقالة أو لعرض حكومته أمام البرلمان لنيل ثقته مجدّدا كما صرّح أن من يريد العمل على إنقاذ البلاد و إخراجها من الوضع الاقتصادي و الاجتماعي المتدهور عليه العمل و التخلي عن فكرة التّرشح لانتخابات 2019، و تلى هذا التصريح مباشرة اجتماع بقصر قرطاج ضمّ الموقعين على وثيقة قرطاج لتتشبّث النّهضة من جديد بموقفها المتمثل في عدم التّخلي على حكومة الشّاهد والحرص على الاستقرار السياسي… هذه الوضعيّة المعقّدة التي تمر بها تونس وصفتها القياديّة بحزب مشروع تونس وطفة بلعيد في تصريح لتونس الرّقمية صباح اليوم الأربعاء، 18 جويلية 2018، بالأزمة السياسيّة الخانقة التي تضاف إلى الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية .. وحسب محدثتنا فإنه لا يمكن حلّ الأزمتين الأخيرتين إلاّ بحلّ الأزمة الأولى التي طغت عليها المصالح السّياسية و الشخصية الضيقة لأنّ الصراع على انتخابات 2019 على أشدّه و هذا الصّراع انطلق باكرا و نخر كلّ مؤسّسات الدولة وفق تعبيرها. و أضافت بلعيد أنّ حزب مشروع تونس منذ جانفي 2018، كان موقفه واضحا من وثيقة قرطاج و قرّر الانسحاب منها و ذلك لحيادها عن المبادئ التي وُضعت من أجلها و طالب الحزب آنذاك بتحوير وزاري يشمل رئيس الحكومة، وبحكومة إنقاذ وطني غير معنية بالانتخابات الرّئاسية القادمة لكن بعض الأطراف السّياسية خيّرت أن يتمّ هذا التحوير بعد الانتخابات البلديّة2018 وهو ما عقّد الوضع أكثر وأدى إلى ما وصلنا إليه اليوم من تعطيل على جميع المستويات غذّته الصّراعات السّياسية الحاليّة و حالت دون تقدّم عمل الوزراء و رئيس الحكومة وفق تعبيرها. كما أشارت إلى أنّ حكومة يوسف الشّاهد كانت تمتلك أكبر دعم سياسي و لكنّها فقدته و لم يعد في صفّها سوى حركة النّهضة التي تدّعي، على حدّ تعبيرها، مساندة الاستقرار السّياسي لأغراض سياسية هدفها إبقاء الشّاهد في حالة ضعف و إحكام قبضتها عليه، في إطار مراوغة سياسية تهدف ربما للتّفاوض على ملفات معيّنة و اختيار رئيس حكومة معيّن خليفة للشّاهد، حسب قولها. وفي سياق متصل، طالبت القيادية بحزب مشروع تونس، حركة النّهضة بتحمّل مسؤولية أخطاء رئيس الحكومة الحالي يوسف الشّاهد لأنها الطرف السياسي الأبرز الذي سانده وتمسّك به. أمّا بخصوص تصريح رئيس الجمهوريّة الباجي قائد السّبسي في حواره مع قناة نسمة و الذّي جاء فيه انّه يجب على رئيس الحكومة أن يقدّم استقالته أو أن يتوجّه إلى البرلمان، أوضحت بلعيد أنّ تقديم السّبسي لحلّين فقط و تجاوز الحلّ الثالث و المتمثّل في الفصل 99 من الدّستور، و الذّي ينصّ على توجّهه كرئيس جمهوريّة إلى مجلس نواب الشّعب و طلب سحب الثقة من حكومة الشّاهد يعدّ هروبا من المسؤوليّة وهو ما توخّته جميع الأطراف الأخرى حسب رأيها. و طالبت وطفة بلعيد في نهاية حديثنا معها رئيس الحكومة بأن يكون شجاعا و أن يتوجّه إلى مجلس نواب الشعب ويقدّم استقالته ليكون مؤهّلا لخوض انتخابات 2019 وفق تعبيرها. تصريح القيادية بحزب مشروع تونس وطفة بلعيد Votre navigateur ne prend pas en charge l'élément audio.