سبورة ونرجع للسطر.. وأخيرا وصلت السبورة اللّامعة وانطلقت زغاريد أعضاء المجلس البلدي بصفاقس تردّد خبر وصول العروسة إلى الميناء وهم يهلّلون ويطبّلون ويعلنون الانتصار ويتابعون خروجها لحظة بلحظة. طال انتظار قدومها وأسالت الحبر وتعالت الاصوات تنتظر قدوم هذا المشروع الكبير وهذه الهدية العظيمة وهذا الكنز الذي ينقص المدينة لتتجاوز تهميشها وهذا بفارغ الصبر والرجاء والبكاء على سبورة توشح ملعب الطيب المهيري الذي يريدون تغيير اسمه باسم ساحر الجيلين اللاعب حمادي العقربي دون علمه لنعلم ان هذه السبورة تعطي معنى حقيقي للملعب البلدي كباقي الملاعب ليغني السيد المسؤول الاول على لجنة الرياضة ببلدية صفاقس اللاعب الموهوب ” عصام المرداسي ” ويراوغ ويقذف ويردد ويسقط وينتفض ويعزف معزوفة سبورة عالمية بكل المقاييس ذات تقنيات عالية ومن احدث ما يوجد في الاسواق العالمية وارقاها وأبهاها وأجملها. تصل السبورة معزّزة مكرّمة وتقام لها الذبائح وتقدّم لها القرابين وتتعدّد لها الزيارات وتعتلي الزغاريد وتنطلق عملية التركيب بالليل والنهار وعلى ايقاعات الرياح و بعد طول عناء لما حدث من أخطاء تقنية وعبر إعادة تدعيم محامل السبورة وتقوية صمودها امام الرياح يكتمل المشوار وتتنفس البلدية بلجنتها الراضية الصعداء. وأخيرا تشتغل السبورة وتشتعل الوانها وتضيء الملعب بدون ما وصفوه وكتبوه وأقروه لنكتشف انها عاقرة … عاقة … ومعاقة وغير قادرة على البث المباشر ولا حتى على اعادة الاهداف وتكرير اللقطات على غرار باقي المواصفات العالمية الحديثة كما تكرموا علينا بذلك . سبورة “عالمية” حقيقية خارج المواصفات الدولية وفريدة عصرها وبثها وامتيازها. نقطة ونرجع للسطر بقلم رياض الحاج طيب * * * * * * * * * *