عاجل/ شملته الأبحاث في قضية التآمر: هذا ما قرره القضاء في حق هذه الشخصية..    اتصالات تونس تواصل الإيفاء بتعهداتها تجاه عمال المناولة    الحماية المدنية.. إخماد 170 حريقا في ال24 ساعة الماضية    مدنين: حملة لمقاومة الاستغلال العشوائي للشواطئ    تنبيه للمواطنين: غلق جزئي لهذه الطريق غدا السبت..#خبر_عاجل    الكشف عن نتائج فحوصات الرئيس دونالد ترامب    باريس سان جيرمان يتعاقد مع الإيطالي "ريناتو مارين"    إستعدادا لانطلاق منافسات الرابطة الأولى: برنامج المباريات الودية للأندية التونسية    ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة بداية من يوم غد السبت    حفل كولدبلاي في بوسطن يفضح علاقة سرية للملياردير آندي بايرون    في سهرة مشتركة على ركح الحمامات: "سوداني" و"جذب" يحلّقان بالجمهور بين البوب والإنشاد الصوفي    باش تخرج فيزا قراية ولا تبادل ثقافي لأمريكا؟ راجع حساباتك على السوشيال ميديا قبل    "إيران تتجه لإعادة تسليح حزب الله والحوثيين".. تقرير أميركي يكشف..#خبر_عاجل    عاجل/ بشرى سارة: اجراء جديد يهم التونسيين بالخارج..    عاجل/ الصحفي يوسف الوسلاتي في ذمة الله..    الجامعة التونسية لكرة القدم تكشف عن روزنامة الموسم الرياضي 2025-2026    هام/ الاحتكار وتزويد السوق محور اجتماع بين وزيري الفلاحة والتجارة..    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    من السبت إلى الخميس: تونس على موعد مع ''جحيم جويلية''!    عاجل: درجات الحرارة الخاصة بكل ولاية في موجة الحر القادمة    للناجحين في الباكالوريا: ما تختارش شعبة على خاطر ''قالولك''... اعرف قدراتك قبل كل شي!    محكوم بالسجن : ليلة القبض على بارون ترويج المخدرات في خزندار    معهد الرصد الجوي يؤكد أن شهر جوان 2025 كان أشد حرّا من المعتاد    تزويد مركز الوسيط بطريق المطار في جهة صفاقس بتجهيزات طبية جديدة    من بينهم نساء وأطفال: استشهاد 10 فلسطينيين في قصف للاحتلال بخان يونس جنوب غزة..#خبر_عاجل    أستاذ تونسي يُفسّر ''ناقصات عقل ودين''    د. أسامة بركات: حجر المرّارة ما يتفتّتش...والحلّ الوحيد هو استئصالها!    قهوة على الريق؟ برشة يعملوها... وقليل يعرفو خطورتها    الملوخية.. لازمها تدخل في طاولتك بانتظام هاو علاش    إجراءات صحية يجب على ترامب اتباعها بعد تشخيصه ب"القصور الوريدي المزمن"    عنف متصاعد في أقسام الاستعجالي... ومطلب عاجل لتجريم الاعتداء على الإطار الصحي    عاجل: شارع رئيسي في سُكرة يُغلق 10 أيام.. ما الذي يحدث؟    بعد 40 عاما من المحاولات.. الكونغرس يقر خفض الإنفاق الفيدرالي    الرابطة الأولى: نضال الخياري مدربا جديدا لإتحاد بن قردان    جامعة كرة القدم تكشف عن رزنامة الموسم الرياضي 2025-2026    واشنطن تعلن عودة دبلوماسييها إلى العراق    طقس اليوم : الحرارة في ارتفاع طفيف    فانس: ترامب لم يرسل هكذا رسالة .. أين الدليل؟    مباريات ودية: نتائج يوم الخميس وبرنامج نهاية الأسبوع    بعد حجز 700 طن من المواد الفاسدة: محتكرون ومهرّبون متورّطون في الإرهاب الغذائي    اسألوني: يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    خطبة الجمعة: موقف الإسلام من الإسراف والتبذير: حسن ترشيد استهلاك الماء    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ديني واجتماعي    البيت الأبيض: ترامب منح سوريا "فرصة لتحقيق الازدهار" عبر رفع العقوبات    المهرجان الصيفي منوبة الدندان يفتتح المهرجانات الصيفية بالجهة    المندوبية الجهوية للثقافة بسليانة تعلن عن برمجة مهرجان سليانة الدولي    عاجل: بسبب قناة صرف مياه منهارة... أشغال مستعجلة تُغلق شارعًا رئيسيًا بسكرة    عاجل: أنس جابر تعلن عن توقفها للعب حتى اشعار آخر    ندوة صحفية يوم الاثنين المقبل للاعلان عن برنامج الدورة ال30 للمهرجان المغاربي للفروسية ببوحجلة    هام/ انجاز طبي نوعي بقسم الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفى الجامعي بقابس..    مطار جربة جرجيس يستقبل أكثر من 5700رحلة جوية من 17 دولة    مهرجان الحمامات الدولي: مسرحية "ام البلدان" تستعير الماضي لتتحدث عن الحاضر وعن بناء تونس بالأمس واليوم    ''ننّي ننّي جاك النوم''... الغناية اللي رقدنا عليها صغار...أوّل مرّة بش تقراها كاملة    "كريم الفيتوري يدعو إلى تحالفات بين علامات تونسية لاكتساح أسواق زيت الزيتون العالمية"    نقطة تحول في مسيرة العلامة التجارية/ "أودي" طلق سيارتها الجديدة "Q6 e-tron": أنور بن عمار يكشف السعر وموعد انطلاق التسويق..    الجامعة التونسية لكرة القدم تصدر بلاغ هام..#خبر_عاجل    "تعبت".. تدوينة مؤثرة ترافق استقالة مفاجئة للنائبة سيرين مرابط وتثير تفاعلاً واسعًا    لحظة مذهلة في مكة: تعامد الشمس على الكعبة وتحديد دقيق للقبلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة: الخدمات المصرفية البريدية، خيار متاح؟

في عام 2023، تعرضت آلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة في تونس الى إشكالات التعثر المالي، وهو وضع تسببت فيه الظروف الإقليمية وتفاقم بسبب صعوبات الحصول على التمويل.
يخفي هذا الوضع نتيجة طبيعية مقلقة بنفس القدر وهي ارتفاع عدد العمال الذين أصبحوا في حالة بطالة تبعا للمشاكل التي جابهتها هذه المؤسسات، اذ عادة ما توظف الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلاد ما بين 5 و10 أشخاص، مما يجعل كل حالة تعثر، وضعية لها تأثير اجتماعي كبير.
في جذور الأزمة
تكمن جذور هذه الأزمة، بشكل أساسي، في تداعيات الأزمات الخارجية وهي بالأساس جائحة كورونا (2019-2021)، والحرب الروسية الأوكرانية التي أدت الى تعطل سلاسل الامداد لا سيما فيما يتعلق بالحبوب والمحروقات، علاوة على موجة الجفاف التي تواصلت على مدى خمس سنوات.
في مواجهة هذه الضائقة الاقتصادية، حاولت سلط الاشراف اتخاذ عدة إجراءات فعالة غير انها كانت تفتقر نسبيا للطابع المستحدث بما لا يتناسب مع دقة الوضع. ورغم توفير الحكومة لخطوط تمويل عديدة، فان الشركات لم تتمكن من النفاذ اليها وذلك في الاغلب بسبب عدم العلم بوجودها او تبعا لتقييم محدود لجدواها من قبل أصحاب المشاريع، بشكل عام.
كما اثرت التكلفة العالية لخطوط التمويل في عمليات الحصول على القروض في ظل تحديات عديدة تتعلق بالخصوص بمخاطر نسب الفائدة وسعر الصرف. ولم تقدم التمويلات المخصصة لتغطية هذه المخاطر سوى القليل من الحلول، مما ترك حاجة ماسة لإيجاد أدوات جديدة لحل مشكلة سعر الفائدة والصرف هذه.
في جانب اخر، لا تستفيد، بشكل فعلي، من خطوط التمويل سوى الشركات الصغيرة والمتوسطة التابعة بصفة او بأخرى إلى المجمعات الاقتصادية الكبرى، وذلك بسبب ما لها من خبرة لوجستية وتقنية عالية. كما أن المؤسسات المالية التي تتصرف في هذه التمويلات لم تيسر النفاذ إليها، وكثيرا ما فضلت تخصيصها للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الراجعة بالنظر للحرفاء الكبار.
وقد انتقدت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عدم فعالية هذه الخطوط التمويلية، وأوصت بتبسيط إدارتها وتسريع عمليات التقييم وتحسين التواصل مع المنتفعين المحتملين بها لجعلها في متناول الشركات التونسية الصغيرة والمتوسطة، على أوسع نطاق.
مبادرات تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم
في الوقت نفسه، اتخذت الحكومة بعض المبادرات لدعم تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، بما في ذلك بعث كتابة دولة كسلطة دعم واشراف والإسراع بدخول قانون ضد الإقصاء المالي جرت احالته الى مجلس نواب الشعب منذ فيفري الفارط. ومع ذلك، تحتاج هذه التدابير الى مزيد الدعم في مواجهة التحديات التمويلية.
ومن المفارقات أنه في الظرف الذي تبحث فيه الشركات الصغيرة والمتوسطة بصعوبة عن حلول، فإن إنشاء بنك بريدي، كبنك محلي يمكنه حل هذه المشاكل، يشهد بطا نسبيا يأمل الفاعلون الاقتصاديون في تجاوزه.
ويسعى البنك المركزي التونسي الى جانب وزارة المالية للنظر في سبل تنفيذ المشروع مع ضمان صلابة القطاع المالي والحفاظ على حسابات الادخار البريدية.
هل يمكن أن تكون الخدمات المصرفية البريدية حلا؟
تتطلب أزمة الشركات التونسية الصغيرة والمتوسطة استجابة عاجلة ومبتكرة، بعيدا عن التدابير غير الفعالة والعوائق المؤسسية. ويمكن ان يجري ذلك عبر تكثيف سلط الاشراف لجهودها في سياق تنفيذ إصلاحات جريئة، يمكن أن تنقذ هذه الشركات وتحافظ على مواطن الشغل التي توفرها.
تمثل الخدمات المصرفية البريدية حلا واعدا لتعزيز التمويل الشامل للشركات الصغيرة والمتوسطة في تونس. وبفضل حضورها الواسع في جميع أنحاء البلاد، فإن مؤسسة البريد الوطني توفر إمكانية النفاذ الى خدمات التمويل على نطاق واسع للغاية، مما يسمح للشركات حتى في المناطق النائية بالوصول إلى مختلف اصناف الخدمات المالية وفرص التمويل.
بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال تبسيط العمليات وخفض تكاليف المعاملات، يمكن للخدمات المصرفية البريدية تقديم حلول مالية مصممة خصيصا لتلبية الاحتياجات المحددة للشركات الصغيرة، وبالتالي تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية.
ومع ذلك، لكي تصل الخدمات المصرفية البريدية إلى إمكاناتها الكاملة، فهي تحتاج إلى دعم حكومي قوي للتغلب على الحواجز المؤسسية وضمان قدرتها على البقاء على المدى الطويل.
ويمكن أن يشمل ذلك تدابير مثل تخفيف ضمانات القروض أو المنح لتشجيع إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن الإصلاحات التنظيمية لتعزيز مناخ عمل مناسب لتنمية شمولية الخدمات المالية. وبناء على هذه الجهود المتضافرة، يمكن أن تصبح الخدمات المصرفية البريدية ركيزة أساسية للمشهد المالي في تونس، مما يساعد على تعزيز النسيج الاقتصادي للبلاد وتعزيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.