تُعد البرازيل سادس قوة اقتصادية في العالم، بالإضافة لكونها تحتل المرتبة الخامسة عالميًا من حيث تعداد السكان الذي يربو على 200 مليون نسمة، وهي تعتبر القوة الاقتصادية الأولى في أمريكا اللاتينية. وتعزز الحضور البرازيلي الدولي في السنوات الأخيرة مع توسع اقتصادها خارج حدود الدولة. ففي الفترة بين التسعينيات وعام 2010، ارتفعت الاستثمارات الأجنبية البرازيلية بمقدار 700 مليون دولار سنويًا إلى أكثر من 20 مليار دولار سنويًا. واليوم، لدى البرازيل استثمارات بأكثر من 130 مليار دولار في الخارج، وهو رقم أكبر من استثمارات كل من الهند وكوريا الجنوبية. في إطار تنويع الشراكات الاقتصادية وباعتبار النمو المتواصل لتعاملاتها مع تونس التي زادت العام الماضي بنسبة 9.1 بالمائة لتبلغ حوالي 1541.1 مليون دينار وارتفعت بنسبة 62.6 بالمائة على مدار العامين الماضيين، حسب معطيات المعهد الوطني للإحصاء، فان سلط الاشراف تسعى الى مزيد تدعيم العلاقات مع البرازيل على اصعدة مختلفة. دعم علاقات التعاون على هذا المستوى وبدعوة من نظيره البرازيلي، ماورو فييرا، يؤدّي نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، من 11 إلى 13 جويلية 2024، زيارة عمل رسميّة إلى جمهورية البرازيل الاتحادية، مرفوقا بوفد يمثل الهياكل الرسمية التونسية المسؤولة على قطاعات الأدوية والفسفاط، إلى جانب الديوانة، إضافة إلى وفد من رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين في مجالات مختلفة يقوده رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. وستكون هذه الزيارة مناسبة لعقد جلسة عمل مع وزير العلاقات الخارجية البرازيلي لتناول واقع وآفاق علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تطويرها إلى جانب طرح القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما ستمكن هذه الزيارة من امضاء مذكرة تفاهم تهم مجال التعاون الدبلوماسي بين الوزارتين. وسيترأس وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، خلال هذه الزيارة، أشغال المنتدى الاقتصادي التونسيالبرازيلي الذي تنظمه غرفة التجارة العربية البرازيلية بالتعاون مع مجلس الأعمال التونسيالبرازيلي. هذا وسيقوم نبيل عمّار بمناسبة هذه الزيارة بتدشين المكتب التجاري والقنصلي التونسي الذي سيتم افتتاحه بمدينة ساوباولو والالتقاء بهذه المناسبة بمجموعة من التونسيين المقيمين بهذه المدينة. انفتاح متواصل تسعى سلط الاشراف في إطار سياسة الانفتاح على القوى الصاعدة اقتصاديا إلى تنويع علاقاتها التجارية مع مختلف الأقطاب الفاعلة إقليميا ودوليا مع تطوير مناخ الأعمال ودفع الاستثمار، وهو ما تتطلع إلى تحقيقه الحكومة في علاقة بالزيارة التي يؤديها نبيل عمار إلى البرازيل. وحسب وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، فان أهم المواد المصدّرة إلى البرازيل تمثلت في المواد الكيميائية والفسفاط وزيت الزيتون والتمور والآلات الكهربائية، بينما شكّلت القهوة والسكر والصودا أهم المواد المورّدة من البرازيل. ووفق الوزارة، تم إرساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1956، والتوقيع عام 1990 في العاصمة برازيليا على الاتفاق المُنشئ للجنة المشتركة التونسية – البرازيلية التي عقدت دورتها الثالثة بالمدينة في السابع والعشرين والثامن والعشرين من أبريل 2017. كما وقّع البلدان سنة 2001، بروتوكول اتفاق لإجراء مشاورات سياسية بين البلدين. وفي هذا الإطار، تم عقد الدورة الرابعة للمشاورات السياسية عبر تقنية الفيديو عن بعد في 22 أفريل 2022.