غادرت فجر اليوم الثلاثاء قافلة الصمود الأراضي التونسية عبر معبر رأس جدير الحدودي باتجاه ليبيا، مواصلة مسارها التضامني الهادف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وتألفت القافلة من 14 حافلة و140 سيارة، وكان في وداعها حشود جماهيرية غفيرة احتشدت منذ مساء أمس بمدينة بن قردان، رافعة الأعلام التونسيةوالفلسطينية، في مشهد طغت عليه الحماسة والتأثر. وقد شهدت المدينة مسيرة شعبية حاشدة التقت فيها وفود القافلة بالمواطنين، في لوحة إنسانية عفوية جسّدت عمق الارتباط بالقضية الفلسطينية ورسّخت صورة التضامن الشعبي الواسع مع الشعب الفلسطيني. وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أكد المتحدث باسم القافلة، نبيل الشنوفي، أن المرحلة التونسية من الرحلة تكللت بالنجاح وفاقت التوقعات، سواء من حيث حجم التعبئة أو حرارة الاستقبال، مشددًا على الطابع العفوي وغير المسبوق للمبادرة التي انطلقت دون برمجة مسبقة، لكنها نجحت في تحريك الشارع التونسي. وبخصوص المرحلة المقبلة، أوضح الشنوفي أن القافلة تأمل في العبور من الأراضي المصرية نحو معبر رفح، مشيرًا إلى أن السلطات التونسية قد وفرت جميع التسهيلات اللازمة لإنجاح المبادرة، كما يرافق القافلة وفد برلماني جزائري على استعداد للتنسيق مع السلطات المصرية، إلى جانب الجهود الليبية الداعمة من جهتي الشرق والغرب. وأضاف أن تحركات موازية تشمل وفودًا من أكثر من 32 دولة ستتجه نحو مصر جوًا، بالتزامن مع تحرك "أسطول الحرية" نحو غزة، ما يعكس زخمًا دوليًا متزايدًا في دعم القضية الفلسطينية. وأكد الشنوفي أن قافلة الصمود تحمل طابعًا إنسانيًا بحتًا، وليست قافلة إغاثة أو مساعدات، بل تسعى إلى توجيه رسالة قوية بأن غزة ليست معزولة، وأن الشعوب العربية لا تزال حية ولن تصمت. وخلص إلى القول: "حتى إن لم ننجح في كسر الحصار هذه المرة، فستتبع هذه القافلة أخرى، حتى يتحقق الهدف الأسمى: الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال من كل أراضيها". المصدر : وات