كشفت صور أقمار صناعية حصلت عليها قناة الجزيرة عن تمركز قاذفات استراتيجية أمريكية من طراز بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا الواقعة في المحيط الهندي، منذ 19 جوان الجاري، بالتزامن مع تحرك سربين من قاذفات بي-2 الشبحية نحو جزيرة غوام في المحيط الهادئ، ما يعزز المخاوف من تصعيد عسكري واسع النطاق. وأظهرت الصور تواجد طائرات قتالية أمريكية أخرى في القاعدة ذاتها، في مشهد أعاد إلى الأذهان استخدام هذه القاعدة الحساسة في عمليات عسكرية كبرى خلال العقود الماضية، أبرزها حرب الخليج الأولى، وغزو العراق عام 2003، إضافة إلى التدخل الأمريكي في أفغانستان سنة 2001. تحركات لوجستية ودعم جوي متقدم تحليل سابق لوكالة الصحافة الفرنسية كشف عن وجود طائرة نقل عسكرية من طراز سي-17 غلوبماستر في القاعدة، وهي طائرة قادرة على نقل الجنود والمعدات إلى مناطق النزاع بسرعة، بحسب سلاح الجو الأمريكي. كما أظهر التحليل وجود طائرات للتزود بالوقود جوا، ما يشير إلى إمكانية تنفيذ عمليات جوية طويلة المدى انطلاقاً من دييغو غارسيا. نحو قاعدة غوام.. تعزيز مزدوج في المحيط الهادئ في السياق ذاته، أفاد موقع ذا أفييشنست العسكري الأمريكي أن سربين من قاذفات بي-2 غادرا قاعدة وايتمان في ولاية ميزوري الأمريكية متوجهين إلى جزيرة غوام، التي تضم قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية. وأفاد مراسل الجزيرة بأن ست قاذفات تحركت غربًا، وانضمت إليها طائرات للتزود بالوقود انطلقت من أوكلاهوما، ثم واصلت طريقها غربًا فوق المحيط الهادئ باتجاه غوام. وأكدت مواقع تتبع الملاحة الجوية أن القاذفات تجاوزت اليابسة الأمريكية وهي الآن فوق المحيط في اتجاهها نحو القاعدة. سيناريو مواجهة محتملة مع إيران تأتي هذه التحركات العسكرية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وسط تكهنات متزايدة حول احتمال انخراط الولاياتالمتحدة في الصراع الدائر منذ أكثر من أسبوع بين إسرائيل وإيران، بعد أن شهدت الأسابيع الماضية تبادل تهديدات وهجمات محدودة بين الطرفين. وفي تصريح له، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيقرر خلال أسبوعين ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستنضم إلى إسرائيل في حربها ضد إيران. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أن حاملة الطائرات نيميتز، التي كانت تبحر في بحر الصين الجنوبي، غيّرت وجهتها نحو الشرق الأوسط. كما قامت واشنطن بإعادة توجيه نحو 30 طائرة للتزود بالوقود من الولاياتالمتحدة إلى قواعد عسكرية في أوروبا، في خطوة اعتُبرت تمهيدًا لعمل عسكري محتمل أو تعزيزًا للجهوزية القتالية. دييغو غارسيا.. قاعدة استراتيجية في قلب المحيط تُعد قاعدة دييغو غارسيا، الواقعة في قلب المحيط الهندي، واحدة من أبرز القواعد العسكرية الأمريكية خارج حدودها، وقد جرى توسيعها بشكل كبير بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، لتصبح نقطة انطلاق رئيسية للعمليات الأمريكية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. ومع تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، ينظر مراقبون إلى هذا التحرك الأمريكي على أنه رسالة ردع موجهة لإيران، وربما تمهيد لتدخل أوسع في حال خرجت الأمور عن السيطرة بين طهران وتل أبيب.