أثارت الضربات الجوية التي شنتها الولاياتالمتحدة مساء السبت على ثلاث منشآت نووية في إيران موجة من ردود الفعل الدولية التي عبّرت عن قلق عميق إزاء تصعيد عسكري جديد في الشرق الأوسط. وبينما بررت واشنطن العملية باعتبارها عملاً رادعاً، نددت عواصم عديدة بانتهاك القانون الدولي وحذّرت من انفجار إقليمي وشيك. واشنطن: "تحييد استباقي للطموحات النووية الإيرانية" أكد البنتاغون أن العملية استهدفت منشآت نووية ذات طابع عسكري حصراً. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده "تسعى إلى السلام، لكنها لن تسمح أبداً لإيران بامتلاك السلاح النووي". ووفقاً لوزارة الدفاع، فإن الضربات "دمرت طموحات طهران النووية". روسيا: "استفزاز غير مسؤول" نددت موسكو بشدة بالضربات الأمريكية ووصفتها بأنها "غير مسؤولة" وتشكل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي". وفي بيان رسمي، اتهمت وزارة الخارجية الروسية واشنطن بتأجيج حالة عدم الاستقرار الإقليمي، داعية إلى وقف التصعيد فوراً. الصين: "وقف فوري للأعمال العدائية" عبّرت الصين عن "رفضها الشديد" لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، ودعت جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، إلى التوقف الفوري عن الأعمال العدائية. وشددت بكين على ضرورة العودة إلى المسار الدبلوماسي لتفادي انفجار إقليمي واسع. مصر: "سيناريو فوضوي يلوح في الأفق" أعربت وزارة الخارجية المصرية عن "قلقها البالغ" إزاء تسارع وتيرة التوترات، ونددت باللجوء إلى الحل العسكري. وحذرت القاهرة من مخاطر انزلاق المنطقة نحو حالة من عدم الاستقرار الشامل، مؤكدة أن الحل السياسي والدبلوماسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. الإمارات العربية المتحدة: "تجنب الانزلاق نحو الفوضى" أبدت أبو ظبي "قلقها الشديد"، ودعت إلى "الوقف الفوري للتصعيد". وأكدت على أهمية ضبط النفس واللجوء إلى الحوار لتجنيب المنطقة مزيداً من التوتر وعدم الاستقرار. قطر: "مخاوف من تداعيات كارثية" أعربت الدوحة عن أسفها إزاء الضربات الأمريكية، مؤكدة أن استمرار التصعيد من شأنه أن يؤدي إلى "تداعيات كارثية" على المستويين الإقليمي والدولي. ودعت قطر جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية والعودة إلى طاولة المفاوضات. ألمانياوفرنسا: دعوة عاجلة إلى المسار الدبلوماسي في أوروبا، شددت ألمانياوفرنسا على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة. دعت برلين إيران إلى استئناف الحوار فوراً مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وأشار متحدث باسم المستشار الألماني فريدريش ميترس إلى أن الضربات الأمريكية ألحقت أضراراً جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني. من جانبها، أكدت فرنسا أنها لم تشارك في الضربات ولا في التخطيط لها، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس، معتبرة أن الحل المستدام يجب أن يتم في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي. تشكل العملية العسكرية الأمريكية نقطة تحول في الأزمة بين واشنطنوطهران. وإذا كانت الولاياتالمتحدة تسعى إلى فرض "خط أحمر" جديد، فإن حجم ردود الفعل الدولية يعكس خطورة الانزلاق نحو دوامة لا يمكن السيطرة عليها. وتبقى الدبلوماسية، مرة أخرى، الطريق الوحيد لتجنب زعزعة استقرار المنطقة والعالم.