وسط تصاعد التوترات في منطقة الخليج، وجّهت الولاياتالمتحدةالأمريكية تحذيرًا شديد اللهجة إلى إيران، بعد أنباء عن موافقة برلمانها مبدئيًا على إغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي لتجارة النفط العالمية. وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأحد، أن إقدام طهران على إغلاق المضيق سيكون "عملًا انتحاريًا اقتصاديًا"، ملوّحًا بعواقب وخيمة في حال ردّت إيران على الضربات الجوية الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل أراضيها. وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، قال روبيو: «إذا ردّت إيران على الضربات الأميركية، فستكون هذه أسوأ غلطة ترتكبها على الإطلاق»، مضيفًا أن الولاياتالمتحدة لا تسعى لتغيير النظام في طهران، ولا تريد خوض حرب معها، لكنّها في المقابل لن تتسامح مع أي تهديد لمصالحها أو لحلفائها في المنطقة. عرض للحوار رغم التصعيد ورغم نبرة التصعيد، أشار الوزير الأميركي إلى أن باب الحوار لا يزال مفتوحًا، موضحًا أن الولاياتالمتحدة مستعدة لإجراء محادثات مع إيران، وأن العرض الأميركي لا يزال قائمًا، شرط أن تظهر طهران حسن نية وتتوقف عن التهديدات العسكرية. مضيق استراتيجي في مهب التهديدات يُعد مضيق هرمز من أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمرّ عبره نحو 20% من صادرات النفط والغاز العالمية، ويشكّل شريانًا حيويًا للاقتصاد العالمي. وأي تهديد بإغلاقه قد يُحدث اضطرابًا كبيرًا في أسواق الطاقة، ويرفع الأسعار عالميًا. ويأتي هذا التصعيد في وقت كانت فيه السلطات الإيرانية قد أعلنت عن موافقة مبدئية من البرلمان على اقتراح بإغلاق المضيق، بانتظار المصادقة النهائية من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو ما أثار موجة قلق إقليمي ودولي. واشنطن: حرية الملاحة خط أحمر شدّد روبيو على أن حرية الملاحة في مضيق هرمز خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن بلاده تملك الإمكانيات العسكرية والدبلوماسية لضمان بقاء المضيق مفتوحًا أمام التجارة العالمية. وأكد أن الرد الأميركي سيكون حاسمًا إذا ما أقدمت إيران على تعطيل حركة الملاحة، داعيًا المجتمع الدولي إلى الوقوف صفًا واحدًا لحماية أمن الطاقة العالمي.