تحوّلت احتفالات العيد الوطني في كيبك، الموافق ل24 جوان، هذا العام إلى مشهد شبيه بسراب صحراوي، حيث واجه الكنديون موجة حر استثنائية تميزت بدرجات حرارة مرتفعة جدًا، وانقطاعات في الكهرباء، وشواطئ مكتظة، ومراكز تجارية أُجبرت على الإغلاق. في مدينة كيبيك، تجاوزت درجات الحرارة 31 درجة مئوية يوم الثلاثاء، وسط أجواء خانقة ورطبة تفاقمت بسبب "قبة حرارية" امتدت على مساحة واسعة من شمال شرق أميركا الشمالية. ولم تكن مونتريال بمنأى عن هذه الموجة، حيث قاربت درجات الحرارة فيها الأرقام القياسية المسجلة في القرن الماضي، فيما تلقّت خدمات الطوارئ عشرات البلاغات المرتبطة بالإجهاد الحراري. ويرى الخبراء أن هذه الظاهرة تندرج ضمن مسار مقلق مرتبط بتغير المناخ، حيث أصبحت موجات الحرّ أكثر تواترًا وحدة. ويؤكد علماء المناخ أن «ما كان يُعتبر استثنائيًا أصبح الآن أمرًا معتادًا». في عدد من الأحياء، واجه السكان انقطاعات مؤقتة في الكهرباء بسبب الضغط الكبير على الشبكة جرّاء الاستخدام المكثّف للمكيفات والمراوح. كما أُغلقت بعض المراكز التجارية، التي تُستخدم عادة كملاجئ مكيّفة، بسبب أعطال تقنية أو لأسباب احترازية. أما المسابح العمومية فكانت مكتظة، في حين سجّلت بعض المستشفيات ارتفاعًا في حالات الإصابة بالجفاف. ومع اقتراب الصيف، يثير هذا الارتفاع المبكر في درجات الحرارة القلق مما قد تحمله شهور جويلية وأوت، في وقت يشكّل هذا الحدث إنذارًا حقيقيًا بضرورة التكيّف السريع مع الواقع المناخي الجديد.