أبرزت المؤشرات النقدية والمالية الصادرة اليوم الجمعة 4 جويلية 2025 والمتعلقة بمعدل أسعار صرف العملات الأجنبية، انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي، إلى ما دون 2.900 دينار وذلك لأول مرة منذ فيفري 2022، حيث يتم تداوله حاليًا عند 2.899 دينار في السوق النقدية بين البنوك. وخلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، تراجع الدولار بأكثر من 10 بالمائة مقارنة بسلة من ست عملات رئيسية، وهو ما يُعد مؤشراً على فقدان الثقة في مكانته كعملة مهيمنة وملاذ آمن خلال فترات الاضطرابات والضغوط المالية. وقد بدأ هذا الانخفاض الحاد انطلاقا من 2 أفريل، حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض "رسوم جمركية متبادلة" ضخمة على عدد من دول العالم. وتكمن المخاوف الرئيسية المرتبطة بانخفاض الدولار في خطر إشعال حرب عملات اذ يمكن ان تسهم الاضطرابات الحالية المحيطة بالعملة الأمريكية في حدوث انقسام في النظام النقدي العالمي. وبالتوازي مع ما سبق، سجل الذهب مستويات قياسية مرتفعة هذا العام، مع استمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية القلقة من انخفاض قيمة أصولها المقومة بالدولار. يذكر انه بفضل هيمنته على التجارة والتمويل، فان الدولار يعد العملة الرئيسية في العالم، ففي ثمانينيات القرن الماضي، على سبيل المثال، قامت عدة دول بربط عملاتها بالدولار. ولا يتوقف تأثير الورقة الخضراء عند هذا الحد، فرغم أن الولاياتالمتحدة تُمثل ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن 54 بالمائة من الصادرات العالمية كانت مُقوّمة بالدولار في عام 2023، وفقا للمجلس الأطلسي. وتزداد الهيمنة في القطاع المالي، فحوالي 60 بالمائة من جميع الودائع البنكية مُقوّمة بالدولار، بينما تُسجّل حوالي 70 بالمائة من السندات الدولية بالعملة الأميركية. في الوقت نفسه، فإن 57 بالمائة من الاحتياطيات الأجنبية للبنوك المركزية، محفوظة بالدولار، وفقا لصندوق النقد الدولي. تعليقات