بمناسبة الذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاقية الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي، نشرت بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس بيانًا ذكّرت فيه بالأهداف المشتركة لهذه الشراكة التي ما انفكّت تتعزز بين الجانبين. وجاء في البيان: "تحلّ هذه الذكرى في سياق توترات جيوسياسية متصاعدة، وفي ظل التشكيك في التعددية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، إلى جانب التحديات العالمية المتزايدة، سواء كانت مناخية أو مرتبطة بالهجرة أو غيرها". كما ذكّرت بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس بتوقيع مذكرة التفاهم سنة 2023، وبالإعداد ل"ميثاق من أجل المتوسّط"، معتبرة أن هذه الخطوات تمثل مرحلة جديدة في مسار العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي. وأكدت البعثة: "الاتحاد الأوروبي هو، ويريد أن يبقى، شريكًا قويًا وموثوقًا لتونس. فمصيرنا مشترك. إن حيوية وعمق الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي ليستا مفاهيم نظرية أو شعارات، بل تتجسدان ميدانيًا من خلال مشاريع ونتائج ملموسة في حياة التونسيين والأوروبيين". الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي بالأرقام * الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول لتونس، إذ يستقبل 70% من صادراتها. * كما يُعدّ أول مستثمر أجنبي في البلاد، إذ تمثل الاستثمارات الأوروبية 88% من إجمالي عدد الاستثمارات الأجنبية المباشرة، و47% من قيمتها * الشركات الأوروبية توفّر 90% من مواطن الشغل التي تُحدثها الاستثمارات الأجنبية في تونس * تُنفّذ مشاريع فعلية في مجالات الصحة والتعليم والمساواة بين النساء والرجال والطاقة. وبفضل اتفاقية الشراكة التي تعفي معظم الصادرات التونسية إلى الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية، تمكنت تونس من الاندماج في سلاسل القيمة الصناعية الأوروبية، وزيادة قيمة صادراتها، وتنويع قطاعاتها الإنتاجية، خاصة في مجالات النسيج والصناعات الغذائية ومكوّنات السيارات. اتفاقية الشراكة تعزز الروابط بين الشعوب استفاد آلاف الطلبة والباحثين التونسيين من برنامج "إيراسموس+"، وساهمت برامج التنمية الجهوية في تحديث المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المحلية، كما دعم الاتحاد الأوروبي مبادرات لتعزيز المساواة بين النساء والرجال، وتشغيل الشباب، والتحول الرقمي والطاقي، في حين أدّت منظمات المجتمع المدني التونسي دورًا محوريًا في مسار التنمية المستدامة والانتقال الديمقراطي في البلاد. وختمت بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس بيانها بالتأكيد على أن: "الحوار الاستراتيجي الذي انطلق خلال السنوات الأخيرة يتمحور حول رهانات المستقبل المشترك... وبعد 30 عامًا من توقيعها، تظل اتفاقية الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي ركيزة أساسية للشراكة الأورو-متوسطية. لقد مكّنت من بناء جسور متينة بين الشعوب والمؤسسات والاقتصادات. لكن، وبعيدًا عن تقييم الماضي، فإن الأنظار يجب أن تتوجه الآن نحو العقود القادمة، بروح مشتركة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين". تعليقات