في يوم الثلاثاء 17 جوان 2025، عرضت الباحثة الفرنسية-المغربية الدكتورة كوثر نجيب، أستاذة الجغرافيا بجامعة مانشستر، نتائج تقريرها السنوي حول الإسلاموفوبيا في فرنسا، وذلك في إطار "التقرير الأوروبي للإسلاموفوبيا" (EIR)، أمام لجنة برلمانية بريطانية. و قد عُقدت الجلسة في مجلس العموم بلندن، برئاسة النائب عفزال خان، نائب رئيس المجموعة البرلمانية متعددة الأحزاب حول المسلمين البريطانيين. و شارك في الجلسة أيضًا كل من البروفيسور إيناس بايراكلي (من الجامعة التركية-الألمانية)، والبروفيسور أرسطو كاليس (جامعة كيل)، والدكتورة أماني حسني (جامعة برونيل)، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية مثل اللورد واجد خان، والنائبة ناز شاه، والدبلوماسي التركي عثمان قوراي أرتاش. ثلاثة أحداث كبرى تم تحليلها في مداخلتها، سلّطت الدكتورة نجيب الضوء على ثلاثة أحداث بارزة قالت إنها تعكس التصاعد المقلق لظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا خلال سنة 2023 : * مقتل ناهل مرزوق، المراهق الفرنسي من أصول مغاربية، على يد شرطي في نانتير يوم 27 جوان 2023. * حظر ارتداء العباءة في المؤسسات التربوية، والذي دخل حيز التنفيذ يوم 7 سبتمبر. * تجريم التعبير عن التضامن مع فلسطين، في أعقاب هجمات 7 أكتوبر 2023. و أشارت الباحثة إلى أن هذه الوقائع تعبّر عن "تحوّل الإسلاموفوبيا المؤسساتية إلى إسلاموفوبيا قاتلة"، بحسب وصفها. كما نبّهت إلى الارتفاع الملحوظ في عدد الاعتداءات العنيفة التي تطال المسلمين و غالبًا ما تحدث في مناخ سياسي تغذّيه أطروحات اليمين المتطرّف. إسلاموفوبيا ممنهجة و عابرة للحدود شددت الدكتورة نجيب على أن الإسلاموفوبيا لا تقتصر على أفعال فردية أو خطابات هامشية، بل تتغلغل في البنى المؤسساتية و الإعلامية و السياسية، على المستويين الوطني و الدولي. و أكدت في ختام مداخلتها أن "الإسلاموفوبيا في كل مكان، لكن المقاومة أيضًا موجودة"، معتبرة أن النضالات المحلية أساسية في مواجهة دينامية عالمية. كما تطرّقت إلى نشر أبحاثها حول "الإسلاموفوبيا الجندرية" من قبل اللجنة البرلمانية البريطانية المكلّفة بهذا الملف، مسلطة الضوء على أشكال التمييز المركب الذي تتعرض له النساء المسلمات في الفضاء العام. انشغال أوروبي مشترك أجمع أعضاء اللجنة على أن وتيرة الاعتداءات والخطابات الإسلاموفوبية قد تصاعدت بشكل كبير بعد تاريخ 7 أكتوبر 2023، بما في ذلك في بريطانيا و الدنمارك و عدة دول أوروبية أخرى. و تحدّث الخبراء عن تطبيع مقلق للعداء تجاه المسلمين، أصبح جزءًا من الخطاب السياسي السائد. و يُعد "التقرير الأوروبي للإسلاموفوبيا"، الذي تتولى الدكتورة نجيب سنويًا كتابة الجزء الخاص بفرنسا فيه، من المصادر الأكاديمية النادرة التي توثّق تطورات العنف والقوانين و الممارسات التمييزية الموجّهة ضد المسلمين في أوروبا. و في سياق يتسم بالاستقطاب الهوياتي و صعود التيارات المتطرفة و استغلال مبدأ العلمانية يُشكّل التقرير الذي قدّمته الدكتورة كوثر نجيب أمام البرلمان البريطاني ناقوس خطر. و هو يدعو المسؤولين السياسيين و وسائل الإعلام و المواطنين إلى عدم التهاون مع تصاعد الإسلاموفوبيا و الوعي بالحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للتصدّي لها. تعليقات