تواصل ثقة المستهلكين الألمان تراجعها، ما يزيد من أجواء التشاؤم المحيطة بأكبر محرك اقتصادي في أوروبا. ووفقًا لمسح مشترك أجراه معهد GfK ومعهد نورمبرغ لقرارات السوق (NIM)، هبط مؤشر الثقة إلى ناقص 23,6 نقطة لشهر سبتمبر 2025، وهو أدنى مستوى له منذ ستة أشهر. هذا التراجع، الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، جاء أسوأ من توقعات الاقتصاديين الذين كانوا يعولون على مؤشر في حدود ناقص 21,5 نقطة. صيف اتسم بالقلق يرى رولف بوركل، الباحث في معهد NIM، أن «ثقة المستهلكين دخلت بالفعل مرحلة من الركود الصيفي». وأشار إلى أن تصاعد المخاوف المرتبطة بالعمل يدفع العديد من الأسر إلى تأجيل أو إلغاء خطط لشراء سلع كبرى. ويسجل التقرير أن مخاوف البطالة أصبحت اليوم العامل الرئيسي وراء هذا التشاؤم، إذ يعتقد الألمان أن سوق العمل لم يعد يضمن استقرار دخولهم المستقبلية. مؤشرات اقتصادية مقلقة يأتي هذا التراجع في الثقة بعد أسبوع من صدور أرقام أظهرت انكماشًا أكبر من المتوقع للاقتصاد الألماني في الربع الثاني من العام. وتتضاءل الآمال في تعافٍ سريع؛ إذ يشير التقرير إلى تفاقم البطالة، وصعوبات انطلاقة الحكومة الفيدرالية الجديدة، إضافة إلى الضبابية التي تكتنف السياسة التجارية الأمريكية. وهي كلها عوامل «لا توفر مناخًا مناسبًا للتفاؤل»، بحسب التقرير. ضغوط متزايدة على برلين تجد ألمانيا نفسها في مرحلة حرجة حيث تتقاطع أزمة النمو مع فقدان ثقة الشارع، مما يزيد الضغوط على السلطات الفيدرالية. وتلخص وول ستريت جورنال الوضع بوصفه إحدى أكثر الفترات الاقتصادية قتامة التي تمر بها برلين منذ سنوات. تعليقات