كشفت صحيفة واشنطن بوست عن وجود خطة أمريكية من 38 صفحة تتعلق بمرحلة ما بعد الحرب في غزة، تنص بشكل صريح على تهجير نحو مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع المحاصر. خطة وُصفت بأنها «طوعية»، لكنها تأتي في سياق متواصل من الاحتلال و التطهير العرقي و الإبادة الجماعية الجارية. تهجير قسري بغطاء وعود مالية بحسب الوثيقة، تفكر واشنطن في نقل السكان إما إلى دول أخرى، أو إلى «مناطق آمنة» داخل أرض دُمّرت بفعل ما يقارب عامين من القصف الإسرائيلي. و في مقابل الرحيل، سيُمنح كل فلسطيني 5000 دولار نقدًا، إضافة إلى إيجار أربع سنوات وحصة غذاء لعام كامل. «عرض» يرى فيه كثير من المراقبين محاولةً لإضفاء الشرعية على عملية طرد قسري لشعب يعيش تحت الاحتلال منذ عام 1948. غزة تتحول إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»؟ تتضمن الخطة إنشاء ما بين ست إلى ثماني مدن ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تضم مصانع للسيارات الكهربائية، ومراكز بيانات، وفنادق فاخرة. و بمعنى آخر، تهدف الخطة إلى إفراغ غزة من سكانها لتحويلها إلى منطقة أعمال وسياحة، تُدار لعشر سنوات من قبل كيان أمريكي يُسمى «GREAT Trust» (صندوق إعادة إعمار غزة، وتسريع الاقتصاد والتحول)، قبل أن تُسلم لاحقًا إلى ما يُوصف ب«كيان فلسطيني مُصلَح ومنزوع التطرف». سيناريو يُعيد إلى الأذهان تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي اقترح جعل غزة «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد تهجير سكانها إلى مصر أو الأردن. إدانات دولية الخطة التي لاقت ترحيبًا من اليمين الإسرائيلي المتطرف، قوبلت برفض عربي واسع، كما رفضتها دول غربية عديدة والأممالمتحدة، معتبرة إياها خطوة جديدة في مسار التطهير العرقي للفلسطينيين. و حذرت الأممالمتحدة من مشروع يستهدف محو الشعب الفلسطيني من أرضه، وتكريس إبادة جماعية قائمة أصلًا تحت القصف الإسرائيلي. تعليقات