انطلقت، مساء أمس السبت، في فضاء "دار الفنون" بالبلفيدير رحلة فنية حسّية امتزجت فيها الألوان بجمال المعنى فخلقت عالما موازيا تروي فيه كل لوحة قصة مختلفة عن الأخرى، قصص ولدت من رحم التجارب الفردية للفنانين وملاحظاتهم للمعيش اليومي للأفراد لتتجسد على لوحات من حجم كبير تعرض للجمهور في معرض فني بعنوان "لحظات كبرى". وفور دخول فضاء "دار الفنون" مساء أمس، سيطرت على أنظار الزائرين لوحة فنية تجمع عنصرين متقابلين وهما السعادة والحزن، فرغم أنها تقوم على الألوان الحية الزاهية من أخضر وأصفر ووردي وأزرق وغيرها، إلا أن الوجوه المرسومة عليها، خمس نساء، طغت عليها ملامح الحيرة والحزن. وتحمل هذه اللوحة عنوان "لا تقوم إلاّ على خيط - ça ne tient qu'à un fil" للفنانة التشكيلية والجامعية كوثر الجلازي بن عياد التي توقع لوحاتها ب"Kassou"، وهي الفنانة التي كتبت النص التقديمي للمعرض. وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أشارت الفنانة التشكيلية إلى أن عملها الفني يستحضر الضعف والهشاشة والتوتر في بعض وضعيات الحياة، حيث يصبح "الخيط" استعارة "للتوازن غير المستقر" الذي يمكن أن ينقلب بمفعول شيء بسيط، مبينة أن عملها يطرح عديد الزوايا المرتبطة بالأفراد بدءا بالحالة الإنسانية المعلّقة دائما بين القوة والضعف، والمشاعر التي قد تتأثر أحياناً بأبسط الأشياء، والروابط غير المرئية (العائلية والعاطفية والاجتماعية) التي تجمع الأفراد والتي رغم هشاشتها تبقى أساسية، والقدر الذي قد يتغيّر في أية لحظة. هذا العمل الذي يُعرض ضمن مجموعة من اللوحات التي تطرح لحظات فنية تأملية، سيكون متاحا للجمهور إلى غاية 20 سبتمبر الجاري في فضاء "دار الفنون" الذي يفتح أبوابه لاستقبال الزوار يوميا، ما عدا الأحد، من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الخامسة مساء.