يمكن لمصنعي السيارات اليابانيين أن يطمئنوا. فقد وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس 4 سبتمبر، مرسومًا رئاسيًا يخفض الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة من اليابان من 27.5% إلى 15%. وسيتم تطبيق هذا الإجراء قبل نهاية الشهر، ليترجم الاتفاق التجاري الذي أبرم بين واشنطنوطوكيو في يوليو الماضي إلى واقع ملموس. اتفاق استراتيجي للسيارات والزراعة تمثل هذه التخفيضات الجمركية انتصارًا كبيرًا لصناعة السيارات اليابانية، العمود الفقري للاقتصاد الياباني والتي تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكية. وستتيح للمصنعين تعزيز قدرتهم التنافسية أمام المنتجين المحليين وغيرهم من المنافسين الأجانب. مقابل ذلك، التزمت اليابان بزيادة وارداتها من الأرز الأمريكي، إلى جانب منتجات زراعية استراتيجية أخرى مثل الذرة وفول الصويا والأسمدة والبيوإيثانول. كما وافقت طوكيو على توسيع مشترياتها من الطائرات المصنعة في الولاياتالمتحدة، وهو قطاع محوري بالنسبة لواشنطن. بنود المرسوم وأوضح النص الرسمي للبيت الأبيض: «بموجب هذا الاتفاق، ستطبق الولاياتالمتحدة رسومًا جمركية أساسية بنسبة 15% على معظم الواردات اليابانية، مع معاملة خاصة لبعض القطاعات: السيارات وقطع غيارها، المنتجات الفضائية، الأدوية الجنيسة، والموارد الطبيعية غير المتوفرة على الأراضي الأمريكية». تسلط هذه الصياغة الضوء على رغبة الإدارة الأمريكية في ربط عدة قطاعات استراتيجية بالشراكة، وليس السيارات فقط. منعطف في العلاقات التجارية الأمريكية-اليابانية يشكل الاتفاق مرحلة مهمة في العلاقات بين القوتين. فلطوكيو، يمثل خطوة حاسمة لحماية صناعة السيارات لديها. أما واشنطن، فهدفها مزدوج: تعزيز الصادرات الزراعية والصناعية الأمريكية، مع إظهار انفتاح جمركي منضبط. ويعكس هذا التوافق استراتيجية دونالد ترامب: حماية المصالح الاقتصادية الأمريكية مع تعزيز تحالفاته التجارية، في ظل توترات مستمرة مع شركاء آخرين مثل الصين والاتحاد الأوروبي. رمزية وتأثير التخفيض الجمركي تشكل خفض الرسوم الأمريكية على السيارات اليابانية إجراءً رمزيًا واستراتيجيًا في آن واحد، من المتوقع أن يعيد توازن التبادل التجاري بين البلدين. كما يمنح صناعة السيارات اليابانية دفعة جديدة في السوق الأمريكية، بينما يضمن للولايات المتحدة وصولاً موسعًا للأسواق الزراعية والصناعية. ترامب يكسب المواجهة مع طوكيو من خلال ربط خفض الرسوم بزيادة انفتاح السوق اليابانية على المنتجات الزراعية والصناعية الأمريكية، يمكن لدونالد ترامب أن يتباهى بتحقيق انتصاره في المواجهة مع طوكيو. يحصل الرئيس الأمريكي على تنازلات كبيرة في قطاعات استراتيجية للولايات المتحدة، مع إبراز قدرته على فرض أجندته التجارية. وإذا تمكنت اليابان من حماية مستقبل صناعتها الحيوية للسيارات، فقد كان ذلك على حساب اعتماد أكبر على الصادرات الزراعية والجوية الأمريكية. يمثل هذا التوازن نموذجًا لاستراتيجية ترامب: تحويل التوترات التجارية إلى مكاسب ملموسة للمنتجين الأمريكيين، مع تعزيز صورته كمفاوض صارم على الساحة الدولية. تعليقات