علّق اليوم الإثنين، 15 سبتمبر 2025، الكاتب و المحلّل السياسي بولبابة سالم في تصريح لتونس الرّقمية على موجة الاحتجاجات التي اجتاحت العاصمة البريطانية لندن ضدّ سياسة الهجرة… و قال سالم إنّه بعد تصاعد موجة اليمين المتطرّف الذّي أصبح يحكم مناطق عديدة في اوروبا مثل إيطاليا، و نوعا ما فرنسا مع حكومة فرنسوا بايرو قبل أن تتم إقالتها حيث كان نصفها من اليمين خاصة وزارة الدّاخلية، بالاضافة إلى تنامي موجات اليمين في دول عديدة أخرى، الامر الذّي لا تعتبر بريطانيا في معزل عنه، باعتبار أنّ اليمين المتطرّف يتصاعد عندما تكون هناك أزمات اقتصاديّة… و إعتبر المحلّل السياسي أنّ هذه الحكومات السياسية اليمينية دائما ما تعتمد مسألة الهجرة ككبش فداء و تتخذها حلول سهلة للأزمات التي تعيشها دولها، و تتجه إلى تشديد إجراءات الهجرة، مع العلم أنّها غير قادرة على منعها… و أشار سالم إلى وجود معطى آخر مهم في الفترة الأخيرة يعتبر من بين أسباب اندلاع الاحتجاجات، و هو موجة التعاطف الانساني مع القضية الفلسطينية، و النشاط القوي للمجتمع المدني في الولاياتالمتحدةالأمريكية، و في إسبانيا، و في بريطانيا و غيرها من الدّول، و الذّي دفع اليمين المتطرّف و الصهيونية العالمية إلى مزيد العمل على اعتبار أنّ اليمين المتطرف الذّي يتبنى الانجيلية المسيحية يعتقد أنّ عودة المسيح مرتبطة بانتصار الصهيونة و اليهود في فلسطين، و هو الفكر الذّي انتشر مع مارتن لوثر و ساهم في نمو هذه الموجة ضد المهاجرين و الاسلاميين. و تابع بولبابة سالم تحليله بالقول إنّ هذه الموجة أيضا الهدف منها هو كسر التّعاطف الشّعبي مع القضية الفلسطينية، أمام الزّخم الكبير المحيط باسطول الصمود، و أيضا زيادة مطالبة المجتمع المدني في الدّول الاوربية بالعدالة الاجتماعية و غيرها… و في المقابل بريطانيا كسائر الدّول الاوربية تسيطر عليها الاوليغارشة المالية، و الملاحظ انّ الاصول المهاجرة التي تصل للسلطة تكون اكثر تطرّفا لمحاولة اظهار انّها أكثر ولاء لمصادر النفوذ الكبرى جدا التي تدعمهم و التي ترفض اي تغيير سياسي ضدّها، وفق قوله. تأثير هذه الاحتجات على الجالية التونسية و على المهاجرين عموما: و بخصوص هذه النّقطة نفى محدّث تونس الرّقمية أن يكون للاحتجاجات أو للتوجه الذّي يعتمده اليمين المتطرّف في بريطانيا أي تأثير على المهاجرين التونسيين أو حتى على سياسة الهجرة في المستقبل و ذلك لكون التونسيين المتواجدين في بريطانيا و في لندن تحديدا أغلبهم من أصحاب الشّهائد العليا و أصحاب الكفاءات و لهم مستويات علمية جيّدة، و فرنسا كغيرها من الدّول الاوروبية تحتاج لاستقطاب المهاجرين من ذوي الكفاءة العلمية العالية لأنّها في حاجة لهم. بالاضافة إلى كون الخبرات التونسية و غيرها من الكفاءات الأخرى من اصول عربية و إفريقية كان لها مساهة كبيرة خلال أزمة الكورونا، مما يعني انّ المهاجرين التونسيين في مختلف الدّول الاوربية لن تؤثّر عليهم هذه الاحتجاجات، و سيبقى ما يحدث موجة لا غير، وذكّر الكاتب بكون بريطانيا بلد مفتوح و لا يمكن حصره في بعض القوى اليمينية المتطرّفة. و أكّد بولبابة سالم على كون المجتمع البريطاني منذ القديم هو خليط، و توجد عديد القوانين التي تنظمه و من المستبعد جدا أن تكون هناك قوانين ضدّ المهاجرين و الهجرة بالرغم من وجود بعض المضايقات أحيانا، وفق تعبيره. تعليقات