أصدر المرصد الوطني لسلامة المرور إحصاءاته إلى غاية 19 سبتمبر 2025، كاشفًا عن صورة متباينة لوضعية السلامة المرورية في تونس. منذ بداية العام، سُجّل 4.883 جريحًا في حوادث المرور، أي بتراجع ملحوظ يقارب 16٪ مقارنة بسنة 2024 التي شهدت إصابة 5.812 شخصًا خلال نفس الفترة. في المقابل، ارتفع عدد الوفيات بشكل مقلق، حيث فقد 876 شخصًا حياتهم على الطرقات التونسية، مقابل 808 وفيات قبل عام. كما تراجع العدد الجملي للحوادث، إذ تم تسجيل 3.638 حادثًا في 2025 مقابل 4.243 حادثًا في 2024، أي بانخفاض قدره 605 حالات. الأسباب الرئيسية تشير الأرقام إلى أن الانشغال وقلة الانتباه يمثلان السبب الأول للحوادث، بنسبة 40,54٪ من مجموعها، و29,34٪ من الوفيات، و35,70٪ من الإصابات. وتظل السرعة المفرطة آفة خطيرة، إذ تتسبب في أكثر من 15٪ من الحوادث، وما يقارب 27٪ من الوفيات، وحوالي 18٪ من الجرحى. وتليها في الترتيب: عدم احترام الأولوية، تغيير الاتجاه بشكل خطير، قطع الطريق، وعدم احترام قانون الجولان بشكل عام. التوزيع الجغرافي على المستوى الجغرافي، يتصدر ولاية تونس قائمة الحوادث بعدد 489 حادثًا و579 جريحًا. غير أن أثقل حصيلة بشرية سُجلت في صفاقس ب 92 وفاة، تليها تونس (82 وفاة)، ثم سيدي بوزيد (72 وفاة) ونابل (60 وفاة). تؤكد هذه المعطيات مفارقة مقلقة: فرغم تراجع عدد الحوادث والجرحى إجمالًا، ما تزال الطرقات التونسية تحصد عددًا متزايدًا من الأرواح، في إشارة إنذارية للسلطات والسائقين على حد سواء. تعليقات