المشهد الكبير الذي قاده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الاثنين 22 سبتمبر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان يومًا تاريخيًا بالنسبة لفلسطين. ماكرون قد لا يكون نبيًا في بلاده فرنسا، لكنه بلا شك كان بالأمس محور الاهتمام العالمي. لم تسجل أي هفوة، باستثناء لحظة التوتر مع شرطة نيويورك، التي أوقفت رئيس الدولة الفرنسية قليلًا حتى يمر موكب نظيره الأمريكي. أجل، السيد الحقيقي للمكان يبقى دونالد ترامب. لكن معركة أخرى دارت في الكواليس، بين أجهزة المخابرات الأمريكية وشبكة قراصنة كانت تخطط لنسف الموعد. أكثر من 300 خادم و100 ألف شريحة هاتف قادرة على شل الاتصالات في نيويورك تم كشفها قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق ما أعلنت السلطات الأمريكية هذا الثلاثاء. و جاء في بيان لجهاز الSecret Service، المكلف بحماية كبار المسؤولين السياسيين في أمريكا: «إضافة إلى تمكينها من إجراء مكالمات هاتفية مجهولة تتضمن تهديدات، يمكن لهذه الأجهزة أن تُستعمل لتنفيذ سلسلة من الهجمات ضد شبكات الاتصالات». و أضاف البيان : «يشمل ذلك تعطيل هوائيات شبكات الهاتف الجوال، إمكانية شن هجمات الحرمان من الخدمة، وتسهيل اتصالات مجهولة ومشفرة بين فاعلين محتملين ذوي نوايا خبيثة ومنظمات إجرامية». في نهاية المطاف، حتى لو نجح هؤلاء القراصنة في تعطيل الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين فلن يمنع ذلك المسؤولين الأمريكيين من النوم، فهم أصلًا بدأوا بعرقلة مسعى ماكرون عبر رفض منح تأشيرة لوفد فلسطيني، بما في ذلك الرئيس محمود عباس. لكن أن يفسد هؤلاء يوم ترامب فذلك ما لم يكن لتسمح به واشنطن، إذ كانت رؤوس كثيرة ستتساقط. و في الأثناء، أكد جهاز الSecret Service أن الأجهزة الإلكترونية التي جرى ضبطها كانت موزعة في نطاق خمسين كيلومترًا حول مقر الأممالمتحدة. و نشرت الوكالة الفيدرالية صورًا تُظهر عشرات من بطاقات الشحن المتصلة بأجهزة إلكترونية. و جاء في البيان: «نظرًا للتوقيت والمكان ومخاطر الاضطراب الكبير الذي كانت هذه الأجهزة تمثله لاتصالات نيويورك، تحركت الوكالة بسرعة لتفكيك هذه الشبكة». و لا تزال التحقيقات والفحص الدقيق لهذه الأجهزة متواصلة، لكن «التحليلات الأولية تشير إلى وجود اتصالات بين أطراف تابعة لدول تمثل تهديدًا للدول وأشخاص معروفين لدى السلطات»، وفق ما جاء في البيان نفسه. هكذا لن يجرؤ أحد على إفساد حفلة «سيد العالم»، لكن ليس مؤكدًا أن ما ينتظر المجتمع الدولي سيكون احتفالًا. بل يجب الاستعداد للأسوأ... تعليقات