تشهد الولاياتالمتحدة تصعيداً سياسياً حاداً بعد إعلان محكمة فدرالية كبرى، يوم الخميس، توجيه تهم بالاحتيال المصرفي والإدلاء بتصريحات كاذبة ضد ليتيشا جيمس، المدعية العامة لولاية نيويورك والوجه الديمقراطي البارز المعروفة بتحقيقاتها السابقة ضد الرئيس دونالد ترامب. اتهامات بالاحتيال المالي وفق بيان وزارة العدل الأمريكية، تأتي هذه الاتهامات في إطار تحقيق حول قروض عقارية مشبوهة. وأوضحت المدعية ليندسي هاليغان من محكمة فرجينيا الشرقية أن الوقائع المنسوبة إلى جيمس تشكل «انتهاكاً خطيراً لثقة الشعب». وتُتهم جيمس بأنها قدمت معلومات مزيفة للحصول على تمويل عقاري، وقد تواجه عقوبة تصل إلى 30 سنة سجناً عن كل تهمة إن أُدينت. من جانبها، نفت جيمس التهم الموجهة إليها تماماً، ووصفت القضية بأنها «مؤامرة سياسية لا أساس لها». خلاف مفتوح مع دونالد ترامب تأتي هذه القضية لتزيد من الاستقطاب السياسي في واشنطن. فليتيشا جيمس تُعد من أشرس خصوم ترامب منذ سنوات. وفي عام 2022، رفعت دعوى قضائية بتهمة الاحتيال المدني ضد ترامب وشركته العقارية، أسفرت عن غرامة قدرها 455 مليون دولار بعد أن قضت المحكمة بأن ترامب ضخم ثروته لتضليل البنوك. ويرى الجمهوريون اليوم في هذه الملاحقة نوعاً من الانتقام السياسي، بينما يواصل ترامب اتهام جيمس بأنها «تهديد للديمقراطية» و**«عدوة للشعب الأمريكي»**، متوعداً ب«محاسبة» من حاولوا استخدام القضاء لأغراض حزبية. شلل حكومي وصراع حزبي تزامناً مع هذه التطورات، تواجه إدارة ترامب إغلاقاً حكومياً جزئياً (shutdown) دخل يومه العاشر، ما تسبب في اضطرابات كبيرة بالمطارات الأمريكية. وفي مقاطع مصوّرة تُعرض داخل المطارات، تُحمّل الإدارة الديمقراطيين في الكونغرس مسؤولية الإغلاق بعد رفضهم التصويت على ميزانية مؤقتة. ويؤثر هذا الإغلاق على نحو 13 ألف مراقب جوي و50 ألف موظف أمن يعملون دون رواتب، رغم وعد الحكومة بدفع جزئي الأسبوع المقبل لتغطية الأيام السابقة لبداية الأزمة في 1 أكتوبر. وفي الفيديو، قالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم إن «الديمقراطيين يرفضون تمويل الحكومة الفدرالية، وهذا يؤثر مباشرة على عملياتنا». وفي المقابل، يتهم الديمقراطيون إدارة ترامب بسحب المساعدات الطبية للفئات ذات الدخل المحدود. أمة منقسمة قبيل الانتخابات هذه التطورات — محاكمة مدعية ديمقراطية وإغلاق الحكومة الفدرالية — تعكس أزمة مؤسساتية وأخلاقية عميقة تعصف بالولاياتالمتحدة. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، يواصل دونالد ترامب انتهاج استراتيجية المواجهة والتصعيد، مستثمراً الانقسامات الحزبية لإعادة تعبئة قاعدته الانتخابية بخطاب الثأر والنظام. تعليقات