لا يختلف اليوم عاقلان حول كارثية الوضع السياحي في تونس حيث تواصلت حالة التقهقر والتراجع منذ اندلاع الثورة لاستكمال موتها البطيء في عام 2015، خاصة بعد الهجومين الإرهابيين الذين استهدفا كل من سوسة وباردو لتتحول السياحة في تونس من ركيزة أساسية للاقتصاد إلى الحلقة الضعيفة مقارنة بالقطاعات الأخرى على ضعفها هي الأخرى. وبالرغم أن عمليات تشخيص الأزمة والحلول المقترحة تبدو هي نفسها في رأي مهنيي قطاع السياحة إلا أنهم اتفقوا جميعهم أن الوقت قد حان لإصلاح القطاع والتغلب على المشاكل الهيكلية التي يعانيها. لا سيما أن الحكومات المتعاقبة لم تنجح في إعتماد حلول جذرية وإنما اقتصرت على إيجاد حلول مؤقتة وترقيعية لسد بعض الثغرات أو محاولة وضع حد للانهيار الحاد للقطاع على الأقل. وفي هذا الإطار نظّم منتدى خير الدين الجمعة طاولة مستديرة مثلت فرصة لأهل الإختصاص للحديث عن مشاغلهم وانتظاراتهم إزاء قطاع السياحة في تونس الذي طالما وفر في السابق عديد مواطن الشغل المباشرة وغير المباشرة وقطاعا حيويا في جلب العملة الصعبة. وقد دق سليم التلاتلي وهو وزير وزير سياحة سابق ناقوس الخطر داعيا لرأب هذا النزيف الحاد في أقرب وقت وقد طرح اشكالية أن النهوض بالسياحة هل تقوم على مجرد إصلاحها وترميمها أو إعادة التفكير في هذا القطاع برؤية وتصور جديدين. كما بيّن من خلال التلاتلي من خلال رسوم بيانية وإحصائيات دقيقة، انهيار توافد السياح، وخاصة من الأسواق الأوروبية والذي رافقه انخفاض كبير في عدد الليالي المقضاة الأمر الذي ترتب عنه تقلص حاد للقدرة التنافسية وكذلك العائدات. من جانبه فقد أكد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار محمد علي التومي في تصريح لتونس الرقمية أن الأحداث الإرهابية التي عاشتها البلاد بالإضافة إلى تدهور الوضع الامني ساهما إلى حد كبير في تعميق أزمة السياحة التونسية التي يمكن أن تدوم حسب قوله لسنوات أخرى . ودعا التومي إلى ضرورة القطع مع الطرق التقليدية والقديمة في التشجيع على السياحة التونسية من خلال تنظيم تظاهرات عالمية كبرى للترويج للسياحة في تونس وكذلك إحداث منشآت سياحية عملاقة تكون عامل جلب للسياح من كل أصقاع العالم.كما شدد محدثنا على أهمية رفع قيود السفر على رجال الأعمال التونسيين وفتح المجال بشكل أكبر أمام المستثمرين التونسيين والأجانب مقترحا في هذا السياق فتح الأجواء التونسية أمام شركات الطيران العالمية لتسهيل توافد السياح على بلادنا. من جانبه،أكد الرئيس المدير العام السابق لشركة الخطوط الجوية التونسية أحمد السماوي، على أن ضرورة كسر مركزية الجهات السياحية في تونس وعدم إقتصارها على الشريط الساحلي والعمل في على استغلال خصائص المناطق الداخلية وموروثها الثقافي وتحويلها هي الأخرى إلى وجهات سياحية جديدة.