سيتحدد في غضون اليومين المقبلين حجم تأثير الأحداث الأخيرة في مواجهة السلفيين المتشددين على الموسم السياحي. ويضيف محمد علي التومي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار في تصريح ل"الصباح" أن المؤشرات الموضوعية على تداعيات أحداث حي التضامن أول أمس والصور التي تناقلتها وسائل الإعلام الوطنية والعالمية لن تظهر إلا بعد يومين أو 3 أيام من خلال متابعة المبيعات والحجوزات والإلغاءات بالتنسيق مع وكالات الأسفار الأجنبية ومنظمي الرحلات. صورة تونس في الخارج ويعتبر محمد علي التومي أن تعاطي الدولة في غضون الأيام القليلة القادمة مع موضوع المواجهة مع السلفيين المتشددين في ظل تلويح هؤلاء بالتصعيد سيكون أيضا عاملا مهما في تحديد حجم التأثيرات السلبية على توافد السياح على تونس وعلى نتائج موسم الذروة الحالي. ويشير رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار إلى أن أحداث العنف والمواجهات تؤثر حتما على صورة تونس في الأسواق السياحية ويضيف أنه إذا لم تكن تداعيات أحداث اليومين الماضيين كبيرة فهذا من حسن الحظ شرط أن لا تتكرر مثل هذه المواجهات. وفي صورة تسجيل موجة جديدة من إلغاء الحجوزات السياحية فسيكون الوضع خطير على القطاع لأنه لن يكون هناك وقت للتدارك. في المقابل صرح أمس وزير المالية السابق حسين الديماسي على أمواج احدى الإذاعات أن صورأحداث حي التضامن والقيروان وقبلها أحداث الشعانبي ستكون ضربة قاضية للموسم السياحي وسيساهم في تراجع كبير للوافدين على تونس. ويعتبر الديماسي أن المواجهات الأخيرة وأحداث العنف ستعمق من شدة أزمة السياحة التونسية وبالتالي أزمة الإقتصاد الوطني فتراجع الليالي السياحية المقضاة بنسبة تتجاوز 3,7 بالمائة سيساهم مباشرة في تراجع عائدات تونس من العملة الصعبة مما يعمق عجز الميزان التجاري وميزان الدفوعات. السوق الجزائرية تطرح أيضا مخاوف بشأن تأثير الأحداث الإرهابية والمواجهات مع المتشددين على الحدود التونسية الجزائرية على توافد السياح الجزائريين على تونس. ومن سوء الحظ أن هذه الأحداث تزامنت مع بداية موسم ذروة اقبال السياح الجزائريين الذين يفضلون عادة القدوم إلى تونس قبل شهر رمضان وبعده. وسيكون الانتظار سيد الموقف للتعرف على مدة تأثر السوق الجزائرية بالأحداث الأمنية في تونس وعلى الحدود.ومدى نجاح الحملة الترويجية التي أطلقتها وزارة السياحة لاستهداف السوق الجزائرية في التخفيف من وطأة أحداث الشعانبي والمواجهات الأخيرة.