نظرت أمس، الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس في سلسلة من القضايا المتعلّقة بتعاطي البغاء السّري والتوسّط في خناء والتمعش منه والتحريض على الخناء والتوسط فيه والتمعش منه وتعاطي البغاء السّري ومخالفة تراتيب النزل بالبيوت المؤثّثة وعدم الإعلام عن إيواء أجنبي وذلك بتراب الجمهورية وخارجه. وتفيد معطيات القضية الأولى والتي تورّط فيها شاب من مواليد 1972 وفتاة من مواليد 1989 أنه في إطار مواصلة الإدارة الفرعية للوقاية الإجتماعية أبحاثها في قضية «فتيات لبنان» عثرت على وثائق سفر لدى المتّهم تخص المتّهمة التي قدمت من البحرين يوم 2 أكتوبر الماضي والتي أفادت أثناء التّحري معها من طرف باحث البداية أن المتّهم الموقوف معها في القضية قد توسّط لها في السّفر إلى البحرين حيث عملت كراقصة إستعراضية ومارست الجنس بمقابل مالي قدره 200 دينار بحريني. وأضافت المتّهمة أنه في شهر أكتوبر لسنة 2011 تعرّفت على المتّهم بأحد نزل مدينة الحمامات وقد أقنعها بالسّفر إلى البحرين للعمل كفنانة إستعراضية مؤكدة أنه بمجرد وصولها تمّ إصطحابها إلى مطعم حانة تابع لأحد النزل وهناك طلب منها الرقص بملابس شفافة ومجالسة الحرفاء وحثّهم على إحتساء أكبر قدر من المشروبات الكحولية وتلبية رغباتهم الجنسية وقد إستجابت لطلبهم. أمّا المتّهم فقد أكدّ أنه بالفعل يعرف المتّهمة وهو من توسّط لها للسفر إلى البحرين قصد العمل كراقصة إستعراضية مضيفا أنه توسّط إلى عديد الفتيات التونسيات للسّفر كذلك إلى لبنان والبحرين ودبي للعمل بالملاهي مقابل حصوله على مبالغ مالية متفاوتة وذلك وفق ما جاء في محاضر باحث البداية. وبخصوص القضية الثانية فقد تورّطت فيها 6 فتيات وشابان أحدهما ليبي الجنسية وجهت لهم تهم التحريض على الخناء والتوسط فيه وتعاطي البغاء السري. وقد انطلقت الأبحاث في هذه القضية بداية شهر نوفمبر الجاري اذ انه في اطار التصدي لظاهرة تعاطي البغاء السري وردت على الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية معلومات مفادها ان العديد من الفتيات التونسيات يتعاطين البغاء السري مع أشخاص ليبيين مقابل مبالغ مالية متفاوتة بشقق مفروشة بجهة المنازه بالعاصمة. وبعد قيام باحث البداية بتحرياته الأولية أمكن له ضبط إحدى المتّهمات مع المتّهم الليبي بشقّة بجهة المنزه بالعاصمة وقد تم إقتيادهما إلى مركز الأمن حيث تمّ تحرير محضر في الغرض. وتضيف أوراق القضية انه بمواصلة الأبحاث مع المتهمين تبيّن وجود عدد من الفتيات اللّواتي تمّ ضبطهن فيما بعد في عدد من الأماكن علما ان إحدى المتّهمات صدرت في حقّها بطاقة جلب من طرف قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس وذلك لتورّطها في قضية تسفير الفتيات إلى لبنان قصد تعاطي البغاء. وعند إستنطاق المتّهمات من قبل هيئة المحكمة أفدن أنهن تعرّضن إلى التّعذيب والتّعنيف من قبل باحث البداية وذلك لإنتزاع إعترافاتهن عنوة، وقد أكّدن أنهن بريئات من التّهم المنسوبة إليهن وقد أكدت هيئة الدفاع من جهتها أن باحث البداية قام بتعنيف منوّباتها اللواتي أدلين بشهادة طبية تفيد تعرضهن للضرب. كما أكّدت هيئة الدّفاع أن التّهم مجردة وفاقدة لجميع الأركان القانونية إضافة إلى التّراجع في الإعترافات وبالتالي فإن ذلك لا يؤسس لعنصر الإدانة. وقد ختمت هيئة الدفاع مرافعاتها بالقول إن هذه الملفات من وحي خيال باحث البداية طالبة الحكم بعدم سماع الدعوى. وقد قررت هيئة المحكمة حجز القضية إلى موعد لاحق للمفاوضة والتصريح بالحكم. المصدر: الشروق