3.3 مليار دينارا القيمة النظرية للصفقة لكن المفاوضات خفّضتها لما دون ذلك بكثير لأول مرة ستتزوّد الناقلة الوطنية ب 6 طائرات طويلة المدى منها 3 طائرات لم يبدأ تصنيع صنفها بعد تونس الاسبوعي: مثلت صفقة اقتناء 19 طائرة آرباص لفائدة الخطوط التونسية احدى اكبر الصفقات التي تنجزها مؤسسة عمومية وطنية.. وقد تميّز الاعداد لها بمفاوضات صعبة لاكثر من سبب.. فالظرف العالمي جعل صناعة الطيران في العالم مزدهرة ودفاتر طلبيات الصناعيين الاساسيين (آرباص وبوينغ) مكتظة بما يعني انّ الصانع يفاوض من اجل تسليم طائرات خلال سنوات اخرى قادمة كما ان عروض الصانعين كانت متقاربة بعض الشيء غير انّ قرار الاستثمار في تونس لعب دورا اساسيا في ترجيح الكفة لفائدة آرباص.. فهذه الاخيرة نجحت في اقناع مؤسسة «لاتيكوار» ببعث قطب صناعي كبير لصناعة مكوّنات الطائرات بجهة المغيرة سيمكّن من توفير زهاء الالفي موطن شغل مباشر اضافة لنقل التكنولوجيا التي سَتُمكّن في قادم السنوات بلادنا من ان تصبح من ضمن المزودين العالميين لمكوّنات الطائرات مثلما اصبحت خلال السنوات الماضية من ضمن المزوّدين العالميين لمكونات السيارات كلفة الاستثمار ورغم ان مؤسسة «لاتيكوار» كانت تفكّر في الاستثمار في المغرب فان «تحويل الوجهة هذا» لم يخدم الصناعة الوطنية فحسب بل خدم حتى الناقلة الوطنية التي بفضل عقد التزود ب 19 طائرة آرباص تكون قد نجحت في توحيد اسطولها خلال السنوات القادمة بما يمكنها من مرونة واقتصاد في ادارتها له لان الاسطول المتجانس يمكن من استغلال افضل للطواقم والفنيين والتجهيزات.. والحديث عن الاسطول يقودنا للحديث عن عدد الطائرات موضوع الصفقة والتي كان مقررا قبل ساعات من اتمامها ان تكون في حدود 16 طائرة منها 3 طائرات طلبيتها غير مؤكدة أي اختيارية en option لترتفع الى 19 طائرة ثلاث منها غير مؤكدة أي يتم تأكيد اقتنائها فيما بعد باضافة 3 طائرات من صنف أ 200 330 طويلة المدى ربما كان من المقرر ان تُقْتَنَى نظيرتها من بوينغ. الصفقة وتتوزع الصفقة على 10 طائرات من صنف آرباص أ 320 وثلاث طائرات من صنف آرباص أ 200 330 و3 طائرات من صنف آرباص أ 800 350 مع تقديم طلب اختياري لشراء طائرتين من صنف آرباص أ 320 واخرى من صنف آرباص أ 800 ..350 وتتوافق هذه الصفقة مع الاستراتيجية التجارية للناقلة التي وضعتها خلال السنوات المنقضية والتي دعتها للتوسع وتحويل مطار تونسقرطاج تدريجيا الى محطة ترابط بين الغرب الافريقي واوروبا والشرق الاوسط والخليج ودخول الطائرات الطويلة المدى وجهات بعيدة حددت منها مبدئيا على الاقل شمال القارة الامريكية وربما الصين. ماذا عن الاصناف؟ وبدراسة نوعية الطائرات التي ستقتنيها الناقلة يتضح ان هناك 10 طائرات من صنف أ 320 وهي ثاني اكثر صنف من الطائرات مباع في العالم وتتسع ل 180 راكبا اذا ما برمجت في درجة واحدة والى ما دون ذلك بقليل اذا ما برمجت لنقل درجتين ويصل مدى تحليقها دون توقف الى 5700 كلم وهي تعمل بمحركين.. اما طائرة الارباص أ 200 330 فهي من اصناف الطائرات العابرة للمحيطات اذ يصل مدى تحليقها الى 12500 كلم وتعتبر الصنف المطوّر من سابقتها الآرباص أ 300 330 التي وان يزيد طولها ب 5 امتار فان مدى تحليقها اقل بألفي كلم.. وتتسع الآرباص أ 200 330 الى 380 راكبا اذا كانت تضم درجة واحدة أو 293 راكبا اذا كانت تضم درجتين و253 راكبا اذا كانت تضم 3 درجات.. ويبلغ طولها 45 مترا وارتفاعها 17.4 مترا وتناهز سرعتها القصوى ال 900 كلم في حين تشتغل بمحركين وقد جاوز طلب اقتنائها ال 900 طائرة.. وفي حين ان اول رحلة ل أ 200 330 كانت سنة 1995 فان ان طائرة أ 800 350 لا تزال في طور التصميم ولا يتوقع لها الطيران التجريبي الا في سنة 2011 او 2012 على ان يبدأ تسويقها سنة ..2013 هذه الطائرة ستكون منافس البوينغ 787 اذ تقرر منذ سنتين تأخير تسويقها حتى تنجح في التميّز على منافستها البوينغ 787 وتسمى هذه الآرباص ب (XWB 350 A Xtra wide body) اي الهيكل ذي العرض الكبير الذي يعد الاكبر من نوعه مقارنة بآرباص أ 340 وأ 330 وبوينغ 787 بحيث يبلغ عرض القمره 5.61 متر مقابل 5.28 متر ل أ 330 في حين يبلغ طولها 60.5 مترا وارتفاعها 16.9 مترا وتتسع ل 270 راكبا ضمن 3 درجات و312 راكبا ضمن درجتين وستزوّد الطائرة بمحركين جديدين في حين يبلغ مدى تحليقها ال 15400 كلم دون توقف ورغم ان الارباص أ 800 350 هي الاصغر اذ تُعدّ ارباص لصناعة أ 900 350 أو 1000 350 فان مدى تحليق الاولى هو الاطول. الكلفة وينتظر ان تتولى الناقلة الوطنية والادارة العامة لآرباص امضاء عقد البيع خلال 60 يوما بعد ان يتم التفاوض في تفاصيله بعد ان كانت الخطوط التونسية امضت خلال زيارة الرئيس الفرنسي لتونس على رسالة قبول لعرض الآرباص الذي جاء اثر طلب العروض الذي تقدمت به الناقلة خلال الخريف المنقضي في معرض دبي.. ويشمل العرض اقتناء 19 طائرة الى حدود سنة 2016 بما يجعل اسطول الناقلة يرتفع الى 35 طائرة خلال السنوات القادمة علما انها تنوي احالة جزء من اسطولها الذي بلغ ال 20 سنة من العمر على التقاعد ونأتي الآن الى مسألة الاسعار فقد قدرت كلفة الصفقة بالاعتماد على الاسعار المعروضة قبل التفاوض ب 1.850 مليار اورو أي ما يناهز ال 3.3 مليار دينار تونسي غير ان الناقلة لم تقتن بهذا السعر وبنود التفاوض مع آرباص تمنع عليها التصريح بالسعر للعموم.. وتكفي هنا الاشارة الى ان سعر أ 350 لا يقل عن 205 ملايين دولار اي 230 مليون دينار تقريبا وسعر أ 330 لا يقل عن 175 مليون دولار اي ما يناهز ال 200 مليون دينار وسعر أ 320 لا يقل عن 80 مليون دولار (90 مليون دينار تقريبا) وهي الاسعار المعروضة التي تختلف طبعا عن اسعار الشراء ورغم ذلك تبقى هذه الصفقة احدى اكبر صفقات المؤسسات العمومية. ختاما تجدر الاشارة الى ان تاريخ تسلم اول طائرة لن يكون غدا ولن يعلن عنه الاّ بعد مدة لاسباب تتعلق بشروط وضعها المزوّد كي لا تتأثر مفاوضاته مع ناقلات اخرى. حافظ الغريبي