بداية التسليم سنة 2011 وإمكانية تقديم الموعد واردة جدا تونس الصباح: أمضى رئيس مجمّع الخطوط التونسية بلندن أول أمس عقد شراء الناقلة الوطنية ل16 طائرة من نوع آرباص ستزوّدها بها مصانع آرباص خلال الفترة الممتدة من سنة 2011 الى سنة 2016 في أضخم صفقة تعقدها مؤسسة وطنية منذ مدّة. وحول فحوى العقد الذي جاء امضاؤه على هامش الصالون الدولي للطيران «فرانبورث 2008» ذكر لنا رئيس مجمع الخطوط التونسية أنه تضمّن اقتناء 10 طائرات من نوع آرباص أ 320 وثلاث طائرات من نوع آرباص أ 330 200 طويلة المدى وثلاث طائرات من نوع آرباص أ 350 800 طويلة المدى التي لن يبدأ طيرانها التجريبي قبل سنة 2011 وتسويقها في حدود 2013 مبدئيا. ولئن يأتي اقتناء الطائرات العشر من صنف آرباص أ 320 ذات الممر الواحد والتي تتسع لأكثر من 170 راكبا في درجة موحّدة في إطار تجديد طائرات الناقلة من هذا الصنف الذي يمثل 40% من أسطولها فإنّ اقتناء الأرباص أ 330 200 وأ 350 800 يأتي في إطار خطتها الاستراتيجية لتسيير رحلات عابرة للمحيطات في اتجاه شمال القارة الامريكية وآسيا.. وهي وجهات تتطّلب طائرات تقطع مسافات لا تقلّ عن ال12 الف كيلومتر دون توقف. موعد تسلّم الطائرات وقد أفادنا السيد نبيل الشتاوي بعد إمضاء العقد «أن الناقلة الوطنية بإمضائها هذا العقد ستبدأ في تجسيم برامجها والاعداد للمستقبل على المدى القريب والبعيد بالاعتماد على الطائرات الأكثر تلاؤما.. فطائرات الآرباص أ 330 ثم طائرات الآرباص أ 350 ستمكّن من تطوير سوق الرحلات العابرة للمحيطات.. كما ستمّكننا الاقتناءات الجديدة من تطوير أسطولنا من طائرات الآرباص أ 320 التي أثبتت جدواها.. وسيتمتع حرفاؤنا بفضل هذه الاقتناءات بأحسن ما يتوفّر من رفاهة ومردودية في الطائرات المسوّقة حاليا». وحول موعد تسليم أول طائرة قال محدّثنا «أن ذلك مبرمج لسنة 2011 حيث تتسلم الناقلة أولى طائراتها ثم سنة 2012 حيث تتسلم الناقلة 4 طائرات أخرى.. لكننا ساعون كي تمّكننا مصانع آرباص من طائرات الآرباص أ 330 قبل ذلك الموعد في صورة وجود إلغاءات.. على خلفية حاجة الناقلة الأكيدة لهذا الصنف من الطائرات نظرا لاقتصادها في الطاقة ولأن اقتناءها يأتي لتعويض الارباص أ 300 التي قد تتوفر لنا الآن عروض جيدة لبيعها». ولا يستبعد عمليا أن تتوفر للناقلة طائرة خلال السنة القادمة أو مطلع 2010 علما أن بعض الناقلات الكبرى على غرار الاماراتية أبدت على هامش المعرض رغبتها في اقتناء 60 طائرة أخرى من هذا الصنف. من جهته ذكر السيد فابريس بريجيي المدير العام لمجمع آرباص بأن «مجموعة آرباص سعيدة بتجديد الخطوط التونسية ثقتها في آرباص.. بما يؤكد قيمة آرباص وقدراتها على تكوين وحدة متجانسة بين مختلف أصناف طائراتها ضمن الأسطول الواحد الذي يمكّن من تخفيضات هامة في الكلفة ومردودية أرفع للناقلة التي تستغل الأسطول المتجانس».. وأضاف «تعتبر الخطوط التونسية إحدى أولى حريفاتنا التي رافقت آرباص منذ انطلاقتها والتي تطوّرت معنا ونحن سعيدون أكثر بمزيد دعم الراوبط المتينة التي تشدّنا لهذه الناقلة». أسطول متكامل يذكر أن الناقلة الوطنية تمتلك 21 طائرة آرباص من مجموع الثلاثين طائرة التي يعدها أسطولها وبإقتناءاتها المبرمجة ستجدد جانبا من أسطولها حيث ستعمل طائرة -أ330 - 200 على تعويض طائرات أ 300 - 600 في حين تأتي ال أ 350 - 800 - لتطوير نشاط الناقلة الطويل المدى باعتماد كلفة أقل نظرا للصبغة الاقتصادية التي يقوم عليها التصّور الجديد لل - أ350 - التي تتسع ل270 راكبا وبامكانها الطيران دون التزّود بالوقود على امتداد 15400 كلم وتعتبر بنمطها الجديد الطائرة الأكثر عرضا ضمن صنفها.. في حين يبلغ مدى تحليق ال أ 330 - 200: 12.500 كلم دون توقف وتتسع ل 380 راكبا وتتمّيز بقدرات فائقة على شحن البضائع إضافة للعفش. وتجدر الاشارة الى أن اتفاقا مبدئيا لاقتناء 19 طائرة تم إمضاؤه على هامش زيارة الرئيس الفرنسي نهاية أفريل المنقضي من ضمنها 3 طائرات سيكون حق شرائها اختياريا.. كما قضى الاتفاق بأن توفر آرباص عبر مزوّديها من مصانع مركبّات الطائرات ما لا يقل عن 2000 موطن شغل ولئن فشلت صفقة «لاتيكوار» مع آرباص التي كانت بموجبها ستنقل مصانعها الى تونس فإن تعهد آرباص يظّل قائم الذات وهو ما أكدته أكثر من جهة. وحسب معلومات مؤكدة فإنه تم التنصيص على هذا التعهد ضمن العقد بحيث قبلت مجموعة آرباص توفير ما لا يقل عن 2000 موطن شغل بحلول سنة 2016 واذا لم تف بتعهدها فستكون مجبرة على دفع تعويض تصاعدي مرتبط بعدد مواطن الشغل التي لم تنجح في توفيرها ويصل الى حدود 16 مليون دولار في صورة عدم توفير أي موطن شغل. لكن يبدو أن المجموعة تحرّكت ميدانيا مع شركائها من المزودين بمكوّنات الطائرات وقد أسفر هذا التّحرك عن تأكد توفير ألف موطن شغل في مرحلة أولى قد يبدأ في تجسيم البرامج التي ستوفّرها بداية من السنة القادمة حيث سيبدأ الصانعون في تركيز مصانعهم على مراحل.