تونس الصباح: في اطار الجلسة العلمية الأولى من أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه مجمع «بيت الحكمة» بقرطاج في الذكرى العاشرة لوفاة الشيخ العلامة محمد الشاذلي النيفر كانت للأستاذ مصطفى الفيلالي مداخلة جد هامة القاها في قالب شهادة باعتباره أحد الذين عرفوا الشيخ الشاذلي النيفر عن قرب.. هذه الشهادة التي أِثنى فيها الاستاذ مصطفى الفيلالي خاصة على اهمية الجهد العلمي الذي ميّز بحوث ومؤلفات الشيخ الشاذلي النيفر في مجال الاعتناء بموطأ الامام مالك ومدونة الامام سحنون على اعتبار انه جهد علمي حصّن تاريخيا تونس بل وشمال افريقيا من ظاهرة التغرّق الفقهي والمذهبي التي تعاني منها بعض الاقطار في المشرق.. وقد ذكّر الاستاذ مصطفى الفيلالي في هذا السياق بما يجري هذه الايام على أرض لبنان من تناحر وتقاتل مذهبي.. على أن الجانب الأهم في هذه الشهادة هو ما اشار اليه الاستاذ مصطفى الفيلالي في سياق حديثه عن حيثيات اشغال جلسة المجلس التأسيسي التي انعقدت لوضع دستور للجمهورية التونسية على اثر الغاء النظام الملكي والتي حضرها الشيخ محمد الشاذلي النيفر بوصفه عضوا بالمجلس وذلك عندما قال بان الشيخ الشاذلي النيفر هو من بادر باقتراح صيغة الفصل الاول من هذا الدستور التونسي الذي نصت على عقيدة ولغة الدولة التونسية المستقلة وقد اقترحها على النحو التالي: «تونس دولة عربية اسلامية» غير ان الاستاذ الباهي الادغم وكذلك الاستاذ أحمد المستيري اعترضا على هذه الصيغة وخاصة في جانبها الذي ينص على «اسلامية» الدولة التونسية مبررين ذلك بضرورة مراعاة المجتمع الدولي ومؤسساته التي سيعهد اليها بمسألة الاعتراف باستقلال تونس وقيام جمهوريتها.. بل ان الاستاذ الباهي الأدغم ذهب الى حد التذكير بان في تونس مواطنين تونسيين غير مسلمين ويجب مراعاة شعورهم.. الاستاذ مصطفى الفيلالي صاحب هذه الشهادة التاريخية ذكر ايضا بان الزعيم الحبيب بورقيبة هو من حسم المسألة ووضع حدا للخلاف باقتراحه الصيغة التي لا تزال الى اليوم مثبتة في الدستور والتي تنص على ان «تونس دولة حرة مستقلة، الاسلام دينها والعربية لغتها».