تصريحات الرئيس الامريكي الحالي بوش الابن في فلسطينالمحتلة على هامش مشاركته في احتفالات جريمة احتلالها وتشريد الملايين من أبنائها تذكر بخطب زملائه رموز الاستعمار العالمي منذ قرون وبينهم "صديقنا" مدشن عهد احتلال تونس "الزعيم" جول فيري أمام مجلس النواب الفرنسي يوم 28 جويلية 1885 عندما قال: ".. إن المستعمرات مواطن استثمار ممتازة لرؤوس أموال البلدان الغنية.. . إن المسألة الاستعمارية هي بالذات أسواق بالنسبة إلى البلدان المؤهلة أكثر من غيرها بحكم صناعتها للتصدير على نطاق واسع..". تصريحات رئيس وزراء فرنسا الاستعمارية ما بين 1880 و1885 لا تختلف كثيرا عن "قلة الحياء" التي نسمعها هذه المدة في وسائل الاعلام العالمية نقلا عن ساسة دول كبرى يسابق زعماؤها وقادتها في "الحج" الى الاراضي الفلسطينيةالمحتلة.. وتبرير جريمة احتلال حركات صهيونية مسلحة لها بدعم من بريطانيا أولا ثم من دول عديدة لاحقا بينها الولاياتالمتحدةوفرنسا والاتحاد السوفياتي "الاشتراكي".. وعدة أنظمة عربية واسلامية عميلة للاستعمار الجديد.. وفيما يتواصل تشريد ملايين المواطنين الفلسطينيين وابنائهم منذ 60 عاما.. وتتابع قوات الاحتلال مسلسل التقتيل والقمع والتجويع والحصار لملايين المواطنين الصامدين في الاراضي المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.. جاء قادة واشنطن وحلفاؤها الى المنطقة للاحتفال بذكرى اغتصاب الارض.. وزرع ورم سرطاني في قلب العالم العربي الاسلامي لاستنزاف طاقاته وثرواته البشرية والمادية.. ومنع تقدمه وتوحده.. الى الابد.. واذا كان لا بد من انتقاد زيارة بوش وحلفائه الى تل ابيب والقدس في ذكرى النكبة فان المطلوب من العرب والمسلمين وانصار السلام في العالم تجاوز مرحلة التباكي على الماضي.. وصرف طاقاتهم للتاثير في لوبيات صنع القرار السياسي والاقتصادي والاعلامي في الولاياتالمتحدةالامريكية وأوروبا وبقية العواصم العالمية.. وبينها موسكو وبيكين وطوكيو.. حتى تتغير أولويات السياسة الخارجية الامريكية والاطلسية والدولية.. ويتسابق قادة العالم مستقبلا نحو السلام وليس نحو اظهار الولاء للوبي اليهودي العالمي.. طمعا في دعمه المالي والسياسي والاعلامي.. أما اذا اكتفى العرب والمسلمون بالخطب فان اللوبي اليهودي العالمي سيواصل زحفه ليؤثر أكثر فاكثر في القرار السياسي الروسي والفرنسي والاوروبي والياباني والهندي والصيني.. الخ..