في تصريحات صحفية وعد الرئيس الامريكي جورج بوش الابن القادة الاسرائيليين بالعودة إلى القدسالمحتلة في ماي القادم للاحتفال معهم بمرور 60 عاما على تأسيس "الدولة اليهودية"؟؟ زيارة بوش الحالية وتلك التي وعد بالقيام بها في ماي القادم جزء من الحملة الانتخابية السابقة لأوانها التي يقوم بها الحزب الجمهوري الامريكي.. ردا على انتقادات مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة.. وخاصة السيدة كلينتون.. التي اعتبرت أن حصيلة دورتي بوش في البيت الابيض فشل ذريع في سياسة واشنطن الخارجية والامنية والعسكرية.. واستفحال التطرف والعنف والارهاب عوض محاصرته.. رغم مئات مليارات الدولارات التي انفقتها ادارة بوش في حروبها وفي دعم قوات الاحتلال الاسرائيلية.. وفي كل الحالات فات السيد بوش الابن أن القدس التي زارها مدينة محتلة حسب القانون الدولي.. وحسب قرار الاممالمتحدة الذي أحدث دولة اسرائيل.. وينوي بوش الابن العودة الى القدسالمحتلة للاحتفال به.. والمشاركة في احتفالات مستوطنين من مختلف الجنسيات رحلوا ملايين الفلسطينيين من ديارهم بمرور60 عاما على تاسيس اغتصاب الاراضي الفلسطينية واحتلالها.. اعتمادا على تمويلات واسلحة امريكية سخية.. على حساب دافعي الضرائب الامريكيين.. وادارة الرئيس بوش آخر من يحق له الحديث عن السلام.. وهي التي قضت 7 أعوام في دعم الحكومات المتطرفة الاسرائيلية في محاربتها للسلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس ياسر عرفات (واعتقاله في مكتبه حتى استشهاده) ومحمود عباس واسماعيل هنية.. وفي تدميرالمدن والقرى والهيئات المدنية ومقرات المقاومة الوطنية.. ولن يضحك بوش على ذقن العرب والفلسطينيين والعالم أكثر وهو يفسر مشاركته المرتقبة في الاحتفالات الاسرائيلية بذكرى نكبة 1948 بكونها جزء من خطواته "السلمية".. التي تهدف الى تسوية على اساس دولة فلسطينية ودولة "يهودية"..؟؟ وإذا كان العالم أجمع ينشد مكافحة العنصرية والتطرف الديني فكيف تفسر ادارة بوش استخدامها مصطلح "الدولة اليهودية" لتقديم اسرائيل التي تضم رسميا حوالي مليون ونصف مليون مواطن اسرائيلي يحق لهم الانتخاب والترشح للبرلمان الاسرائيلي كلهم من العرب المسلمين والمسيحيين؟ إلى هذا الحد يسمح لرئيس أمريكا الذي ورط بلاده في حروب خاسرة في اسقاط المسلمات السياسية والثوابت القيمية العصرية والمكاسب التحررية الامريكية والغربية؟ وإذا سلمنا أن من حق اي مسؤول امريكي او عالمي اجراء محادثات سياسية مع القيادات الاسرائيلية.. فهل يحق لهم الاعتراف باحتلال القدس وبقرار اعتبارها عاصمة لاسرائيل؟؟ القانون الدولي يمنع ذلك.. وقانون الغاب الذي اعتمد عند شن حرب ضد العراق في 2003 رغم اعتراض الاممالمتحدة يسمح باكثر من تهويد القدس وشعب فلسطين.. بل بتهويد كامل المنطقة..