تونس الصباح تختتم اليوم الندوة الدولية حول رصد تداعيات التغيرات المناخية على قطاع تربية الماشية والتي كانت انطلقت موفى الاسبوع المنقضي وقد ضمت الى طاولة الحوار عشرات الباحثين والخبراء والعديد من المختصين من مجالات تربية الماشية والمجالات المناخية من عديد البلدان الممثلة لمعظم القارات باعتبار شمولية تأثيرات التقلبات على مختلف انماط الفلاحات في العالم سيما ما يتعلق بقطاع الماشية ومن منطلق حاجة للمواد الطبيعية من مياه ومراعي وغابات واعلاف... وهي اول العناصر المتضررة مباشرة بحدة التقلبات. ولان المنطقة المتوسطية وتحديدا حوضها الجنوبي تعد من اول المناطق واكثرها تحملا لافرازات الظواهر المناخية المتذبذبة فقد ركزنا لدى مواكبتنا لجانب من الندوة على رصد اراء بعض الخبراء والباحثين في سبيل مواجهة التأثيرات المتوقعة وامكانيات التأقلم المتاحة للفلاحة وقبل ذلك تشخيص حجم المخاطر الواردة والمهددة للماشية. استباق المخاطر المنسق الاقليمي لشمال افريقيا لمركز «ايكاردا» المختص في البحوث الزراعية في المناطق الجافة د.محمد المريد اشار الى ان الخطر الاكبر والتحدي الابرز للتقلبات المناخية سيمس القطاع الفلاحي ومنه تربية الماشية التي تمثل ما بين 50 و60 بالمائة من مجموع مداخيل المزارعين بالمناطق الجافة. من هذا المنطلق يبحث منتدى تونس في واقع القطاع اليوم وتتدارس البرامج المطلوب انجازها مستقبلا لمجابهة التغيرات «ومن هذا المنطلق يقول المتحدث ما انفكت «ايكاردا» تعمل على مدى 30 سنة على دراسة انجع الطرق والوسائل للتعاطي مع محدودية الموارد الطبيعية المتوفرة والمتميزة بشح المياه وقلة الثروات الطبيعية ومحدودية المراعي رغم انجاز عديد البحوث العلمية التي يمكن توظيفها في هذا المجال...». ونبه د المريد الى ان ضرورة الاستعداد في مستوى المنطقة المتوسطية التي يعتبر حوضها الجنوبي من اكثر المناطق تأثرا بالتقلبات المناخية لمجابهة تداعياتها والعمل على امتصاص سلبياتها ومخاطرها على المنظومات البيئية والفلاحية. معتبرا تونس من البلدان الرائدة في هذا المجال والمتحفزة للحذر من المخاطر المحتملة والتوقي من اضرارها ليس على الصعيد المحلي فحسب بل وكذلك الافريقي والمتوسطي وليس ادل على ذلك من احتضانها في نوفمبر الماضي لندوة دولية حول التغيرات المناخية توجت باصدار اعلان تونس الداعي الى التضامن الدولي في مجابهة تغيرات الظواهر المناخية خاصة مع الدول الافريقية. خريطة الطريق وحول اكثر المخاطر المباشرة والمتوقعة على قطاع تربية الماشية اختار لها د عبد العزيز موقو رئيس مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي في تدهور المراعي الطبيعية وتقلص المساحات المخصصة للاعلاف بما ينعكس مباشرة على وضع الانتاج الحيواني بمختلف اصنافه وفي تفاقم الامراض الحيوانية جراء الارتفاع الحاد المتوقع في درجات الحرارة.. وماذا عن خطة التوقي او المواجهة المقترحة للتعاطي مع هذه التغيرات التي يصعب صدها ولا يمكن سوى اقلمة القطاعات الفلاحية مع تطوراتها؟ يقول د موقو «الاستعدادات متعددة ومتنوعة منها ما طال مجال المياه عبر اعتماد استراتيجية وطنية لتعبئة الموارد المائية واحداث المنشآت المائية لجمع اكبر كمية ممكنة من مياه الامطار على ندرتها.. الى جانب تنويع مصادر التغذية الحيوانية واقرار برامج انتاج اعلاف يستند الى اصناف علفية بديلة. هذا علاوة الى الخطط العملية التي افرزتها الدراسة الوطنية الخاصة بمتابعة واستشراف تأثيرات التغيرات المناخية على القطاع الفلاحي والتي ستكون بمثابة خارطة الطريق لضمان استدامة التنمية الفلاحية في بلادنا اضافة الى مزيد تفعيل البحث العملي في استنباط اصناف بذور تتأقلم مع التطورات المناخية من حيث الجفاف والملوحة..