تعاني المنطقة الصناعية بنابل المنتصبة بطريق تونس عدة نقائص سواء في البنية التحتية (إضاءة، طرقات) أو فيما يخص رفع الفضلات والانبعاثات التي تنفثها بعض المصانع التي ظلّ بعضها يعمل بطرق بدائية مضرّة بالمحيط والبيئة. فخلال زيارة ميدانية «غير منظمة» وقفنا على النقائص التي تعاني منها هذه المنطقة التي تنتصب بها عشرات المؤسسات الصناعية المختصة في صناعة الآجر والفخار وتنتج يوميا مئات الأطنان من هذه المواد. أول ما يشد انتباهك وأنت تعرّج على هذا الحي - قادما - من جهة الثكنة الطريق غير المعبّدة التي تتوسط المعامل والمصانع المنتصبة على حافتيها فلا معبّد ولا رصيف فقط ظلّت الطريق أو لنقل المسلك على طبيعته، تراب وحجارة وحفر منتشرة هنا وهناك. أما ثاني ما يجذب الانظار فهي تلك الفضلات المتراكمة على حافتي الطريق.. فضلات أو لنقل بقايا الآجر والقطع الفخارية و«الطفل» (وهي مادة أولية ورئيسية) التي ألقيت بطرق عشوائية من طرف العمال لتحوّل المكان الى مصب عشوائي. وبمواصلة الجولة ستشعر باشمئزاز وأنت تشاهد سحب الدخان الكثيف المتصاعدة في سماء المنطقة.. سحب سوداء تنبعث من بعض المصانع الصغرى المختصة في صناعة الفخار تأخذ اشكالا مختلفة بشعة جدا جدا تشوه الجمال الطبيعي للضيعات الفلاحية المجاورة للمكان وتثير مخاوف عدد من المتساكنين القاطنين بالقرب من الحي الصناعي لما لها من سلبيات على المحيط والبيئة والبشر.. تواصلت الجولة ترجلا حتى بلغنا (أنا وصديقي المصور) المركز القطاعي للتكوين في الصناعة بنابل فتحسنت الاحوال بعض الشيء حيث كان المعبّد «في استقبالنا» ونفضنا الغبار عن حذائينا ولكن بقايا المواد المصنوعة ظلت على ما هي عليه ملقاة هنا وهناك كما انتبهنا لغياب الاضاءة العمومية للمنطقة بأكملها وهو ما تذمر منه كل الذين تحدثنا اليهم والذين أكدوا لنا بأن عدة مصانع سرقت بسبب انعدام الاضاءة. وأكيد أن بلدية نابل واعية بضرورة التدخل لتحسين المنطقة الصناعية التي أصبح «حالها يسخف» فلا إضاءة عمومية ولا طرقات ولا أرصفة مهيأة ولا محوّل على مستوى الطريق الحزامية ولا احترام لقواعد العمل السليم من طرف بعض المصانع الصغرى خاصة. للتعليق على هذا الموضوع: