اليوم ضربة البداية لاحتفالات الثمانينية يتابع الرأي العام الرياضي بصفاقس بالخصوص باهتمام كبير تطوّرات الأحداث على الساحة الرياضية لاسيما تلك التي تتعلق بالرئاسة في النادي الصفاقسي خلال الموسمين القادمين وما بلغته مسألة الترشحات وكذلك الوضع الحالي للجمعية. متابعة لما يحدث حاليا واستعدادا للفترة القادمة، للاطلاع على مزيد من التفاصيل اتّصلنا بجمال العارم الذي أفادنا بأنّ هناك عزوفا من قبل الكثيرين عن تحمّل رئاسة النادي وتهرّبا من المسؤولية، وعندما واجهناه بسؤال فيه الكثير من الحرج ملخّصه: "أنتم بصدد تهيئة الجوّ كي يعود الزحاف إلى سدّة الرئاسة لفترة جديدة فهل هذا ما ترومون بلوغه؟ أجابنا دون تردّد ودون تفكير فقال: "في اجتماعنا بصفاقس خلال شهر جانفي من سنة 2006 اتفقنا على أن يتولى الزحاف الرئاسة خلال الفترة الأخيرة ثمّ يغادر الجمعية وهو ما سيحصل فعلا، فالزحاف قد أعدّ نفسه لذلك والجمهور قد استعدّ لذلك والسلطة أيضا، تبعا لذلك لا يمكن البتّة التراجع في هذا الأمر، فالأمر قد حسم وانتهى، وإذا ما يحصل العكس، يصبح لعبا، حينئذ سمعة النادي في الميزان، فالجمعية تمرّ بامتحان عسير". وأضاف قائلا: "يوجد أناس فاعلون على السّاحة نستنير بآرائهم، في هذا الإطار لدينا مشروع ضخم يتمثّل في تقسيم الديون التي ناهزت أربعة مليارات من ملّيماتنا وتسديدها من قبل مجموعات ومؤسسات تقارب العشرين، كلّ مجموعة تدفع ما بين 70 ألف دينار و100 ألف دينار ومحاولة التنقيص منها لتسديدها نهائيا أو خلاص جزء هامّ منها، عندها يتشجّع البعض ويقدم على تحمّل مسؤولية الرئاسة، فإذا ما حصل ذلك وقتها تكون العديد من العراقيل قد زالت". وبخصوص ترشح عبد العزيز بن عبد الله قال: "هناك من هو متحمّس للفكرة ويشجع ابن عبد الله ويسانده في اللجنة العليا للدعم، وهناك شقّ آخر في هذه اللجنة من هو غير متحمّس لها ولا يسانده، هذا الشقّ يرغب في ضخّ دم جديد داخل الجمعية وذلك كلّه إيجابي نظرا لتقبّل الرأي الآخر... " محمد القبي اليوم ضربة البداية لاحتفالات الثمانينية في مثل هذه السنة من عام 1928 تم الاعلان عن بعث النادي التونسي بعاصمة الجنوب ليحتضن الشباب المتعطش لممارسة الرياضة ومقاومة الاستعمار الذي كان يمول فرقا اخرى لترسيخ وجوده وجلب الكفاءات وصرف نظرهم عن الشؤون الوطنية، ومن هذا المنطلق اضطلع الفريق برسالتين وطنية ورياضية الى أن تم الاعلان عن الاستقلال وأصبحت جل الجمعيات تونسية لحما ودما ومنها النادي التونسي الذي دخل منعرجا جديدا تمثل في تغيير اسمه ليحمل اسم النادي الصفاقسي في موسم 19621963 ويتغير بالتالي اللون من احمر واخضر الى اللون الحالي الابيض والاسود ومنذ ذلك التاريخ اتسعت قاعدته الشعبية بشكل لافت للانتباه وحقق مكاسب عديدة على المستويين الوطني والاقليمي والقاري حيث يعود له الفضل الى ادخال أول لقب تاريخي الى تونس عن طريق فرع الكرة الطائرة الذي فاز باللقب في المغرب الاقصى سنة 1983 واقترن ذلك بتحقيق العديد من الالقاب والبطولات انطلاقا من أول رئيس وهو المرحوم زهير العيادي المؤسس مرورا بالبقية وخاصة المرحوم التوفيق الزحاف والمرحوم أحمد الفراتي وعبد المجيد شاكر ومحمد ادريسي واسماعيل البقلوطي وعبد العزيز بن عبد الله ومحمد علولو وجمال العارم ولطفي عبد الناظر وصلاح الزحاف. أجيال وأجيال وقد أنجب الفريق في مسيرته الطويلة العديد من الابطال وكشف النقاب عن آلاف المواهب الذين ساهموا في ايصاله الى المنزلة التي وصل اليها وغذوا المنتخبات بالآلاف من الشبان ذكورا وإناثا في مختلف الاختصاصات ولو حاولنا حصر القائمة لطالت ونكتفي بالبعض مع المعذرة للبقية على غرار حمادي العقربي والمختاز ذويب ومحمد علي عقيد واسكندر السويح وعلية ساسي وعلي قراجة والمنجي دلهوم وغيرهم من الاسماء البارزة التي صنعت ربيع النادي في عديد المواسم دون أن ننسى الكثير من الممرنين الذين تركوا بصماتهم وساهموا في ارساء قواعد المدرسة العريقة على أسس متينة. احتفالات متنوعة وتبعا لهذه المسيرة الزاخرة والحافلة بالامجاد والألقاب تنطلق في السادسة من مساء اليوم بالمركب الجديد الذي يعتبر احد مفاخر النادي احتفالات باشراف وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية وبإقامة أيام مفتوحة تحتوي على معارض وثائقية تؤرخ مسيرة هذا النادي العتيد ومعارض للصور للذكرى فضلا عن اقامة حفلات يومية من هنا الى نهاية الاسبوع يحييها مطربو أبناء الجهة امثال احمد حمزة ومبروك التريكي وصفوة وجمال الشابي وقاسم كافي ومحمد بن عمر وغيرهم ايام الخميس والجمعة والسبت بالمركب فضلا عن اقامة دورة في كرة القدم بين قدماء اللاعبين الذين تقمصوا أزياء الاندية الجهوية الكبيرة حيث يتبارى في السادسة من مساء غد قدماء النادي الصفاقسي بنظرائهم في سكك الحديد الصفاقسي في حين يتبارى قدماء لاعبي الملعب الصفاقسي بنظرائهم في المحيط القرقني يوم الجمعة على أن يلتئم الدور النهائي مساء السبت بين الفريقين الفائزين من كل مباراة. والأكيد أن كل هذه الانشطة ستقترن بتكريم عدد من الوجوه التي قدمت جليل الخدمات لهذا النادي العريق. من أجل أن تتواصل المسيرة الرائدة ومن سوء الحظ أن تزامنت الاحتفالات مع الجفاف الذي طبع الموسم الحالي على مستوى النتائج في كل الفروع وزادت فيه الأزمة المالية الطين بلة، الا أن منطق الرياضة يقتصر بأن تمر كل الفرق بفترات قوة ورخاء وبفترة ضعف.. والمهم أن يلتف الجميع حول فريقهم المفضل وان يتركوا الحزازات والمصالح الشخصية جانبا حتى يجتاز هذا الظرف العصيب بسلام، وحتى يعود الى سالف صولاته وجولاته وبالتالي حتى يرسم الابتسامة على الوجوه ويساهم في تحريك عجلة المسيرة الانمائية بالجهة، باعتباره مقوما هاما جدا من مقومات الحياة بها، فالثابت أن الأحباء متألمون من الوضع الذي وصل اليه الفريق الآن لكن الواجب يقتضي تضافر الجهود لتمر السحابة بسرعة وسلام واعتقادنا جازم بأن الأسرة الموسعة للنادي الصفاقسي قادرة على وضع الفريق على سكة الأمان في اقرب وقت ممكن حتى يواصل رسالته النبيلة كأحسن ما يكون.