يبدو أنّ التوصّل إلى اتفاق شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل نهاية السنة الجارية بناء على وعود سابقة من الإدارة الأمريكية ذاتها أصبح يحتاج إلى معجزة في ظل الركود الحالي لنسق هذه المفاوضات والفجوة الكبيرة التي تفصل بين مواقف الطرفين. وهذه الشكوك في امكانية تحقيق خطوات مهمّة في المسار السلمي في غضون بقية أشهر هذه السنة أقرتها وزيرة الخارجية الأمريكية التي استبعدت بدورها الإلتزام بموعد قيام الدولة الفلسطينية قبل نهاية العام على عكس ما كانت تروّج له إدارة الرئيس بوش منذ مؤتمر أنابوليس في الخريف الماضي. وهذه الشكوك في التقدّم في المفاوضات تعزّزت أخيرا بقرار التوسّع الإستيطاني في القدس والتطوّرات السياسية الجارية صلب حكومة أولمرت على خلفية التتبعات القضائية لرئيس الحكومة في فضيحة فساد قد تهدّد مستقبله السياسي وتفتح الباب أمام حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكّرة قد تأتي إلى السلطة بزعيم حزب ليكود بنيامين نتنياهو الذي يعارض التفاوض بشأن عديد القضايا الجوهرية مع الجانب الفلسطيني. ومع الإقرار بهشاشة الظروف المحيطة باللقاءات الدورية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في الظرف الراهن فإنّ وزيرة الخارجية الأمريكية مازالت تأمل في امكانية تحقيق تقدّم في المسار التفاوضي حيث ينتظر أن تؤدّي زيارة إلى المنطقة موفى الأسبوع لبحث تطوّرات الأوضاع ميدانيا ودفع مباحثات السلام بين الطرفين وذلك في ظل تحذير أمريكي لإسرائيل من التداعيات المحتملة لأيّة خطوة عسكرية تقوم بها قوات الإحتلال ضدّ قطاع غزّة بعد أن لوّح أولمرت منذ يومين ومباشرة إثر عودته من زيارة لواشنطن بشنّ «عملية عسكرية قاسية» في قطاع غزّة بسبب ما سمّاه استمرارإطلاق الصواريخ من القطاع على المستوطنات الإسرائيلية. وفي ظل هذا الركود للمسار التفاوضي والشكوك التي تخيّم على جدواه في التوصّل إلى اتفاق حول قضايا الوضع النهائي بنهاية العام الجاري تتجدّد محاولات رأب الصدع بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس حيث تضاف إلى المبادرة اليمنية الأخيرة لتقريب وجهات نظر الطرفين حول الحدّ الأدنى بعد الانشقاق بين فتح وحماس وما ترتبت عنه من تداعيات سياسية وأمنية خطيرة مبادرة جديدة هذه المرّة من السينغال حيث أعلن المتحدّث باسم الرئيس عبد اللّه واد منذ يومين أنّ الرئيس بدأ وساطة بين الاسرائيليين والفلسطينيين تسبقها أوّلا مرحلة مصالحة فلسطينية لتحقيق موقف موحّد بين الحركتين قبل الوصول إلى سلام مع إسرائيل. ويبدو أنّ محادثات منفردة للرئيس السينغالي مع ممثلين من حماس وفتح قد انطلقت أوّل أمس على أمل تحقيق التفاهم على الحدّ الأدنى في انتظار بدء وساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.