شرعت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف ببنزرت صبيحة الأربعاد 11 جوان 2008 في محاكمة 4 شبان وفتاة من اجل مقتل التلميذة ايمان بجهة سيدي سالم ببنزرت خلال شهر اوت من سنة 2006 وكانت دائرة الاتهام عقب نهاية التحقيقات وجهت للمتهم الاول (ح) تهمة القتل ومحاولة القتل مرتين المقترنتين بجريمة السرقة بمشاركة الثاني (ش) والثالث (ص 1) والرابع (ص 2) له في ذلك والخامسة (ذ) من اجل اخفاء ما تثبت به الجريمة وكانت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت يوم الخميس 13 مارس من سنة 2008 قد حكمت بالاعدام شنقا حتى الموت في شأن المتهم (ح) وبالسجن الموبد في شأن المتهم الثاني (ش) والسجن لمدة 4 اعوام في شأن المتهمين الثالث والرابع (ص 1) و(ص 2) وبالسجن لمدة 3 اشهر في شأن الفتاة (ذ) فاستانفوا جميعهم الاحكام المذكورة وخلال المحاكمة احضر جميعهم بحالة ايقاف باستثناء الفتاة التي حضرت بحالة سراح وقد انطلقت الجلسة بحضور تعزيزات امنية كما حضرت هيئة الدفاع وكذلك عائلات المتهمين وكانت البداية لطلبات النيابة العمومية حيث طلبت اقرار الحكم في شأن المتهم الرئيسي (ح) لفظاعة الأفعال المنسوبة اليه ثم تقدمت محامية الورثة ولم تطلب غرامات مالية لفائدة القائمين بالحق الشخصي بل اكتفت بتسليط عقاب رادع في شأن المتهم الرئيسي (ح) وذلك باقرار عقوبة الاعدام شنقا في شأنه وتدخل بعدها دفاع المتهم الرئيسي (ح) حيث ادلى بتقرير وغادر قاعة الجلسة ورافع دفاع المتهم الثاني (ش) واكد ان منوبه شارك المتهم الرئيسي في عملية السرقة ولم يشاركه في جريمة القتل كما رافع دفاع المتهم الثالث والرابع عن منوبيه واشار الى انهما لم يكونا عالمين بفساد مصدر الهواتف الجوالة وعددها 3 هواتف والتي تسلماها من المتهم الرئيسي ثم قام احدهما باخفائها بمنزل والديه دون ان يعمد الى بيعها وقد تم حجزها لديه على اثر القبض عليه ورافع دفاع اخر عن الفتاة واكد انها لم تقصد اخفاء السكين اداة الجريمة بل قامت بالقائها في بالوعة عن حسن نية وهي طالبة جامعية في السنة الرابعة من التعليم العالي واي عقوبة سالبة للحرية يمكن ان تؤثر على مستقبلها الدراسي والمهني فصول الجريمة الجريمة وقعت خلال شهر اوت من سنة 2006 وهزت جميع سكان مدينة بنزرت وقد تاثر لها كل من شاهدها او حضر بعد لحظات من وقوعها لانها ادت الى وفاة فتاة في ريعان الشباب نتيجة تعرضها لطعنة غادرة من طرف شابين حاول احدهما نشل هاتفها الجوال ولما تصدت له الضحية قام بكتم انفاسها الى الأبد فالمتهم الاول (ح) عمره 20 سنة التقى بالمتهم الثاني (ش) بمدينة ماطر واتفقا على مشروع اجرامي يتمثل في السرقة بالنشل من حديقة سيدي سالم ببنزرت وللغرض اشتريا سكينا كبيرة الحجم وتوجها الى المتهم الثالث حيث اقرضهما دراجته النارية بعد ان اوهماه بانهما سيقومان على متنها بجولة ترفيهية فاستجاب لطلبهما وقد توجها الى مدينة بنزرت اين اقتنيا بعض قوارير الجعة واحتسياها قرب البحر ولما لعبت الخمرة برأسيهما تمكنا من نشل هاتفين جوالين ثم قصدا حديقة سيدي سالم لنشل المزيد من الهواتف في الأثناء كانت الهالكة ايمان وهي من سكان البحيرة ببنزرت قد نجحت في الباكالوريا قبل ايام من الجريمة ويوم الواقعة استقلت سيارة تاكسي بمعية افراد اسرتها متوجهين الى شاطىء سيدي سالم للترويح عن النفس قليلا مع اجوار لهم في سيارة ثانية وبمجرد وصول التاكسي الاولى نزلت ايمان وهاتفت جارتها لاعلامها بوصولها في الاثناء كان المتهمين (ح)و(ش) على متن الدراجة النارية وما ان لمحا ايمان حتى تقدما نحوها ونزل المتهم (ح) وحاول نشل هاتفها الجوال ولما تصدت له امده المتهم (ش) بالسكين لقتلها وبالفعل فقد استجاب المتهم (ح) لذلك ودون مقدمات سدد لها طعنة كانت كافية لاخماد انفاسها ثم فر الاثنين الى مدينة ماطر اين سلما عدد 3 هواتف جوّالة الى المتهمين الثالث والرابع ووقع القاء أداة الجريمة في بالوعة بمدينة ماطر. وبعد ابلاغ النيابة العمومية بوفاة الضحية واصابة امرأة ورجل بطعنات على اثر تدخلهما لانقاذ الفتاة ايمان. تم الاذن لاعوان فرقة الشرطة العدلية بالبحث في الموضوع تعقبوا هؤلاء خطوات الجناة انطلاقا من مدينة بنزرت وصولا الى مدينة ماطر حيث القوا عليهم القبض جميعا ليعترف كل طرف منهم بالدور الذي لعبه في هذه الجريمة البشعة. بعد استعراض الوقائع والاستماع الى مرافعات هيئة الدفاع طلبت المحكمة من المتهمين ان يقولوا الكلمة الأخيرة فطلب المتهم الرئيسي (ح) من القاضي ان يظهر له حقه لانه بريء من دم الضحية على حد قوله في حين طلب البقية البراءة وبعد حجز القضية للمفاوضة صرحت المحكمة في ساعة متأخرة من الليل باقرار عقوبة الاعدام شنقا في شأن المتهم الرئيسي (ح) والسجن بقية العمر في شان المتهم الثاني (ش) وتعديل الحكم بالنسبة للمتهمين الثالث والرابع وذلك بسجنهما لمدة عام عوضا عن 4 اعوام واقراره في شأن المتهمة الخامسة وهكذا اسدل الستار على فصول هذه الجريمة التي هزت الرأي العام ابان وقوعها