منّ الله على جهة القصرين مساء اول امس الاربعاء بكميات هامة من الامطار شملت اغلب معتمدياتها كانت مصحوبة ب» التبروري» وحجارة « البرد» والرياح القوية، وبقدر استبشار الفلاحين بهذا الغيث النافع رغم بعض الاضرار التي خلفها، بقدر ما تسبب لمتساكني بعض الاحياء في معاناة كبيرة وخاصة في مدينة القصرين التي في غياب مشروع لحمايتها من الفيضانات مبرمج منذ الثمانينات، اجتاحت السيول القادمة من مرتفعات السلوم والشعانبي كل احيائها تقريبا وزحفت كالعادة على وسط المدينة واغرقت الساحات والشوارع وعزلت ادارات ومؤسسات تربوية ( معهد الشابي ومدارس الدولاب والمنار والشابي واعدادية الفتح ومعهد المنار..) وعطلت حركة المرور لاكثر من ساعة تقريبا، لكن الاخطر من ذلك ان امطار يوم الاربعاء «فضحت» اخلالات بالاشغال الجارية منذ اشهر لاعادة تهيئة وتوسيع وتعبيد شارع ثورة 14 جانفي (الدولاب سابقا) وهو الشريان الثاني لحركة المرور بالمدينة حيث غرق الشارع في السيول والاوحال وعجزت قنوات تصريف مياه الامطار التي انجز جانب منها عن استيعابها بل اكثر من ذلك ان قنوات وبالوعات التطهير التي تم تجديدها في اطار الاشغال المذكورة فاضت بالمياه الملوثة التي تسربت الى بعض المنازل والمحلات والانهج المتفرعة عن الشارع مما اثار تساؤلات كبيرة في صفوف كل الاهالي الذين عاينوا ذلك عن مدى مطابقة الاشغال للمواصفات المطلوبة، خصوصا وان السيول غمرت ايضا شارع 18 جانفي الموازي لشارع الثورة وحوّلته الى مسبح عملاق في الهواء الطلق بما ان ارتفاع مياه الامطار التي تجمعت فيه بلغ قرابة 25 صنتم وتسرب جانب منها الى المنازل والمحلات التجارية وانقطعت حركة مرور المترجلين فيه بصفة كلية الا لمن وجد حجارة ضخمة او قطعا من «الآجر» للمرور فوقها بين «ضفتي» الشارع.. وامام ما سجل من تجمع للمياه بالمنطقة المذكورة من قلب المدينة فان الضرورة اصبحت تفرض على السلط المعنية مزيد مراقبة الاشغال الجارية بشارع الثورة حتى لا تضطر الى اعادتها بعد اشهر قليلة لان «مطرة « اول امس المتوسطة بالمقارنة مع اخرى سابقة لها ما هي الا بداية لموسم الامطار، خصوصا وان اهم مكونات مشروع اعادة تهيئة الشارع تركيز شبكة متكاملة لتصريف مياه الامطار تستوعب الكميات التي تنزل بكامل وسط المدينة لتوجيهها نحو مصب وادي الأطفال.