بعد طول انتظار لنزول الغيث هذه الفترة حتى يكتمل نضج حبات الزيتون وتتحسن مردوديتها تهاطلت بصفة متفرقة في الأيام الأخيرة كميات من الأمطار بعدد من المناطق شكلت بشائر خير وتبرك للتونسيين عموما وللفلاحين على وجه الخصوص، وسط توقعات جوية تشير إلى تواصل العوامل المناخية الملائمة لنزول الأمطار هذا الأسبوع. وعلى رغم الأضرار التي لحقت بعدد من غراسات الزياتين ببعض مناطق ولاية المهدية الأسبوع الماضي جراء تساقط حجر البرد والتي تراوحت نسبتها بين 10و20 بالمائة من الأشجار التالفة بمنطقة أولاد شامخ ما يمثل خسائر جسيمة لأصحابها فإن الارتياح لنزول الأمطار والتطلع إلى أن تكون عامة وبكميات هامة أمل يراود جموع الفلاحين. عن وقع هذه الأمطار قبيل أسابيع قليلة عن انطلاق موسم جني الزيتون قال كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي الزياتين محمد النصراوي "إن الجميع في انتظار أمطار الرحمة بعد سنوات الجفاف الطويلة، على أمل أن تكون الهطولات الأخيرة والقادمة عامة"، مثمنا المردودية الهامة لهذه الأمطار في مثل هذا التوقيت على استكمال نضج الزيتون وجودته. وتحدث النصراوي عن توقعات بتحسن ملحوظ في الإنتاج هذا الموسم يفوق بكثير حصيلة السنة الماضية دون أن يقدم رقما محددا حول تقديرات الصابة المتوقعة لعدم توفر معطيات دقيقة رسمية في هذا الشأن. مشيرا إلى أن البلدان المنافسة للسوق التونسية المنتجة للزيتون لم تبادر بدورها إلى الكشف عن مؤشرات إنتاجها. غير انه بالرجوع إلى تصريحات وزارة الفلاحة وديوان الزيت ينتظر أن تسجل نسبة تطور في الإنتاج بنحو العشرين بالمائة عن المعدل العادي ما من شأنه إضفاء انتعاشة جيدة على الميزان التجاري الغذائي وعلى أسعار التداول، بعد النقص الهام في الإنتاج السنة الماضية والذي لم يتجاوز140ألف طن من زيت الزيتون. من يحمي المنتجين؟ يثير تفشي ظاهرة السرقات والاعتداء على غابات الزياتين مخاوف الفلاحين الذين أرهقتهم عمليات السطو الممنهج على منتوجهم وأرهبتهم جرائم السرقة المنظمة التي تقترفها عصابات منظمة. وانتقد بشدة المتحدث تواصل الظاهرة التي سجلت بعدد من المناطق قبل انطلاق الجني بصفة رسمية. داعيا السلط المركزية والجهوية إلى تفعيل ما تم إقراره من إجراءات على أرض الواقع وتشديد آليات المراقبة وحماية غابات الزياتين والتصدي الحازم للمعتدين،مطالبا بتأمين الصابة من السرقات. يذكر أن جلسة عمل انتظمت مطلع الشهر المنقضي بوزارة الفلاحة بحضور ممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية أقرت تكثيف دوريات المراقبة من خلال برنامج أمني مشترك. تمويل الموسم من المشاغل المطروحة ما يتعلق بتأمين تمويل الموسم وهو مطلب أساسي، أورد كاتب عام جامعة منتجي الزياتين في حديثه ل"الصباح" أنه من الضروري ضمان آليات التمويل الكافية للصابة ليسير الموسم في أحسن الظروف خاصة عند فترة ذروة الإنتاج وما تشكله من ضغط على المعاصر تختل فيها عمليات التحويل ما يستدعي تدخل ديوان الزيت الذي يبقى دوره أساسيا بالنسبة للمنتجين لتعديل السوق وامتصاص وفرة الإنتاج. ويمثل تمويل الموسم أحد الملفات التي تم التطرق إليها ضمن استعدادات وزارة الفلاحة للموسم الجديد في إطار جلسة عمل نظرت في ترتيبات التنسيق والتشاور مع المؤسسات البنكية لتيسير تأمين حاجيات تمويل الموسم التي تقدر حسب معطيات صادرة عن الوزارة بنحو2000 مليون دينار. معضلة اليد العاملة رغم ما يطرحه نقص اليد العاملة وارتفاع كلفتها على الفلاحين من إشكاليات شدد النصراوي على أهمية تحمل منتجي الزياتين لمسؤولياتهم والعمل على تدبر أمرهم في تأمين عملية الجني في مواعيدها المحددة وبالنسق المطلوب، وأورد بأنه لا خيار أمام الفلاحين سوى جمع محاصيلهم وتوفير ما يلزم من يد عاملة. لكن في المقابل أكد على وجوب تحمل الدولة لدورها في حماية المنتجين وتأمين التمويل وضمان أفضل الظروف لسير الموسم. يذكر أن مطلع شهر نوفمبر يشهد عادة انطلاق عمليات الجني بتفاوت نسبي بين الجهات بحسب مستوى تقدم نضج الثمار.