من المنتظر أن تشاهد لجنة شراءات الأعمال المسرحية التابعة لوزارة الثقافة خلال هذا الشهر 40 إنتاجا في إطار الموسم الثقافي 2017/2018 والتي تنتمي إلى الهياكل المحترفة كما الهاوية وتضم مسرحيات للكهول وأخرى موجهة للأطفال كما ينتمي بعضها للأعمال المدعومة وأخرى ذاتية على مستوى الإنتاج. وقد علمت «الصباح الأسبوعي» من مصادر مطلعة أن التنوع والثراء حاضر في هذه الدفعة الأولى من الانتاجات المسرحية إضافة لوجود تجارب شبابية تبحث عن البديل رغم بعض النقائص. ولعّل أبرز الأعمال، التي أثارت فضول محبي الفن الرابع لمتابعتها خلال بداية هذا الموسم مسرحية «خوف» للمسرح الوطني، إخراج الفاضل الجعايبي عن نص لجليلة بكار. وقد حظيت «خوف» وهي الجزء الثاني بعد «عنف» من ثلاثية الفاضل الجعايبي وجليلة بكار- التي يسائلان من خلالها الواقع التونسي ويدفعان الجمهور إلى التفكير في هذا الراهن وتداعياته- باهتمام كبير خاصة وأن إنتاجها يعود للمسرح الوطني وبإمضاء أهم صناع الفن الرابع ببلادنا. وكان للشباب نصيب كبير من هذه الأعمال المبرمجة في شهر أكتوبر إذ قدم سامي منتصر العرض الأول لمسرحية «لمدك» بالمسرح البلدي بتونس العاصمة ليلة السبت 14 أكتوبر الحالي وهو عمل كوميدي مستوحى من الشريط السينمائي الفرنسي الشهير «Diner de cons» وحمل الكثير من الهزل والسخرية وتدور أحداثه حول «لعبة طريفة حاكتها مجموعة من الأصدقاء حيث ينظمون عشاء كل يوم أربعاء ويتكفل كل واحد منهم بجلب ضيف «أحمق» ثم يتركون الحمقى يتنافسون فيما بينهم ليتسنى لهم السخرية والضحك واختيار «أفضل» الحمقى لتتويجه بطلا للسهرة غير أن موعد الليلة سيكون مغايرا تماما وسيشهد أحداثا غير متوقعة». يجسد بطولة مسرحية «لمدك» زهير الرايس، توفيق البحري، صلاح مصدق، أميمة المحرزي، حمدي حدة، إباء حملي ومحمد علي بالحارث. أمّا فضاء التياترو فقد احتضن العروض الأولى لمسرحية «ليس بعد» للثنائي انتصار العيساوي وحمودة بن حسين عن عوني أمن يكلفان بمهمة سرية للقضاء على خلية إرهابية وسيكون الموعد متجددا في هذا الفضاء مع عدد من الأعمال الأخرى منها ليلتي 27 و28 أكتوبر الجاري مع مسرحية «بين حياة وموت» للمخرجة هالة عياد وتدور الأحداث حول امرأة تخضع مغتصبها الطبيب لمحاكمة شخصية وتطلب من زوجها مساعدتها والذي يجد نفسه في موقف محرج باعتباره سياسيا وعضوا في لجنة تحقيق للفترة الانتقالية. عمل من بطولة عبد الحميد بوشناق ومحمد الزرامي وهالة عياد عن نص لاريال دروفمان. ومن أحدث الأعمال التي شاهدتها لجنة الشراءات التابعة لوزارة الثقافة ليلة السبت المنقضي مسرحية «ماما ميا» والتي تقدمها «الثقافية للإنتاج والتوزيع الفني» وهي مسرحية كوميدية نقدية ومرآة تعكس واقع الأسرة التونسية تأليف وإخراج جلال الدين السعدي وتمثيل كل من شكيب الغانمي وجلال الدين السعدي . هذا العمل عكس تميز جلال الدين السعدي في الكتابة الكوميدية النابعة من الواقع التونسي حيث أجاد أداء دور الأم «أحلام» التي تسعى لتربية ابنها «نضال» اللامبالي بمستقبله.. عمل كان النص من نقاط قوته فيما يحتاج أداء شكيب الغانمي إلى بعض التطوير خاصة في المشاهد المنفردة وأبرزها مشهد «الحرقة».. «عمر وجوليات» عن نص وإخراج للطاهر عيسى بن عربي سيكون عرضها الأول على القائمة الختامية لشهر أكتوبر وذلك يوم 31 من الشهر الحالي بقاعة الفن الرابع ويتقمص أدوارها عدد من الممثلين من بينهم إكرام عزوز ونجوى ميلاد .