تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملفات الصباح: على أبواب فصل الأمطار.. هل انطلق موسم «الجهر» أم ستتكرر المعاناة؟ (1-2)
نشر في الصباح يوم 31 - 10 - 2017

عندما نزلت أمطار الخريف الأولى شاهدنا كيف تحولت جهاتنا الى مدن عائمة.. سيناريو يتجدد تقريبا كل عام ومع ذلك تتكرر المعاناة ولا نستوعب الدرس..
«الصباح» ومن خلال هذا الملف ترصد الاستعدادات الجارية – ان وجدت- في بعض الجهات لمعرفة ما اذا كان لدى الدوائر الرسمية نية لتلافي البلاء قبل وقوعه واختارت ان يكون الجزء الاول من الملف مخصصا لبنزرت وجندوبة متوّجا بلقاء مع ر.م .ع الديوان الوطني للتطهير.
تنفس مسؤولو بنزرت الصعداء بعد انتهاء الاحتفالات بعيد الجلاء دون نزول أمطار تكشف الواقع الحزين لمدينة أراد أبناؤها أن تكون عاصمة الشمال فكوفئت بالإهمال.. بعد نهاية الاحتفالات والتحسينات عادت الأمور إلى نصابها –سلبيا –في ولاية بنزرت بمجرد نزول كميات متوسطة من التساقطات غرقت معها درة الشمال وضواحي مدينة الفولاذ خاصة فضجت الصفحات الاجتماعية بصور حزينة من بئر صولة منزل بورقيبة وشارع المنجي سليم بنزرت الذي يجاور مقر البلدية ونهج ابن خلدون ببنزرت الذي لا يبتعد كثيرا عن مقر ديوان التطهير.. هذا الإنذار الذي دفع والي الجهة لزيارة المناطق المتضررة والإذن بالتدخل العاجل لإجلاء سكانها وإصلاح طرقاتها عبر اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث لكن أين كانت الإدارات المعنية قبل «الشتوية».
تدخلات عديدة
للحديث عن استعدادات الديوان الوطني للتطهير اتصلت «الصباح» بالمدير الجهوي للديوان الوطني للتطهير عديد المرات ووعدنا بمراجعتنا في اقرب وقت.. لكن حسب متابعتنا للنشاط الجهوي والمحلي فان استعدادات مختلف الإدارات لموسم التساقطات قد انطلقت منتصف الصيف وذلك عبر جلسات محلية وجهوية تم إثرها تحديد مجال تدخلات الإدارات المختلفة كل حسب اختصاصه وذلك بالتنسيق مع الجماعات المحلية لمتابعة النقاط السوداء في الفضاء البلدي– وهي معلومة للجميع- فيما تتولى إدارة التجهيز تعهد الطرق المرقمة وتبقى المناطق الريفية من مشمولات وزارة الفلاحة..
عمليا انطلق ديوان التطهير منذ اوت الماضي في برنامج استعدادا لموسم الأمطار وذلك بتفريغ بالوعات وتسريح قنوات الشبكة خاصة في المناطق المنخفضة.. ففي الدائرة الجهوية منزل بورقيبة التي تشمل مناطق ماطر– تينجة ومنزل بورقيبة يتم تعهد أكثر من 20كم من القنوات أما في دائرة بنزرت التي تشمل بنزرت الشمالية والجنوبية وجرزونة ومنزل جميل والعالية وغار الملح فالعمل يتواصل بالاشتراك مع شركة خاصة لتهيئة ومراقبة القنوات. وهذه التدخلات تعتبر جزء من برنامج عمل سنوي يستهدف مراقبة وتعهد أكثر من80 %من شبكة تصريف المياه المستعملة التي يفوق طولها 800كم وتدعمها 5 محطات تطهير تتمركز في ماطر ومنزل بورقيبة وبنزرت المدينة وعوسجة وغار الملح واوتيك إضافة إلى54 محطة ضخ قادرة نظريا على تقديم خدمات مقبولة للمواطنين لكن الحقيقة غير خاصة في مدينة بنزرت.
بنزرت «فينيسيا» الشمال
لطالما قارن الزائرون جمال بنزرت التونسية بنظيرتها الايطالية فينيسيا فكلاهما مدينة وسط المياه والشبه يتعلق بوجود الميناء العتيق الذي يشق قلب عاصمة الشمال ويتأكد في فصل الشتاء حين تلف المياه الآسنة وبقايا الأمطار خاصرة وقلب المدينة انطلاقا من شارع الحبيب بورقيبة الذي تتوقف فيه الحركة تماما ولا يتمكن المواطنون راجلين أو راكبين من دخوله انطلاقا من شارع المنجي سليم ولا شارع ابن خلدون الذي يحتضن عددا كبيرا من الإدارات الجهوية والعيادات الطبية وبمواصلة الطريق نحو»المدة» التي تختزل تاريخ المدينة «العربي» تبدو الأمور صعبة التصديق فالمياه تحيط بكل المساكن وهو وضع عاينه رئيس المجلس الجهوي وأمر باتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاحه نرجو ان تكون ناجحة ولا تتوقف عند محاولات الترقيع. في انتظار وضوح مآل مشروع حماية بنزرت من الفيضانات.
أي جدوى لهذا المشروع؟
منذ 6سنوات استبشر متساكنو بنزرت بإطلاق مشروع لحماية مدينتهم من الفيضانات الذي تشرف عليه ادارة المياه العمرانية بوزارة التجهيز وذلك بكلفة جملية تفوق 23 مليون دينار. ويتكون المشروع من قسط بقيمة 3 ملايين دينار لتهيئة وادي هراقة بحي النخلة 3 بقنال مغطى من الخرسانة المسلحة على طول 350 مترا وجزء من وادي المرج بشارع فرحات حشاد على طول 500 متر. أين وضعت قنوات لتصريف مياه الأودية ذات طاقة استيعاب كبيرة لكن المشروع الجديد على أهميته لم يغير واقع وسط المدينة عند نزول كميات متوسطة من الأمطار وقد علمت «الصباح» ان إشكاليات بيروقراطية فنية تؤخر ربط القنوات الضخمة بمثيلتها الصغرى في شارع حسن النوري ونهج ابن خلدون وتبعا لذلك سيتواصل عذاب المتساكنين رغم المليارات المنفقة.. هذا المشروع لم تحظ به منزل بورقيبة اين يمنع المرور في منطقة «سوق العصر» وتتوقف الحياة في»سوق الاثنين» وبئر صولة وأم هاني بعد نزول الأمطار. ولا تبدو الأمور أفضل في بنزرت الجنوبية أين فاضت المياه الآسنة منذ أسبوع أمام مقر اللجنة الجهوية للتضامن ولم يتدخل الديوان لرفع الأذى.
◗ ساسي الطرابلسي
أودية ومجار تتكدس بها الأوساخ.. فكيف تنجو جندوبة من خطر الفيضانات؟
المتجول على ضفاف وادي مجردة يلحظ الانتشار الكبير للأوساخ وتكدسها في كل الأماكن بالإضافة الى الالقاء العشوائي للأتربة وفضلات البناء ما أدى الى بروز مجار جديدة تهدد الأحياء السكنية حتى انها أودت بحياة شيخ جرفته المياه السنة الفارطة بمنطقة ببوش الحدودية.
ويمثل البناء الفوضوي والتوسع العمراني وعدم ربط أحياء تواجدت بعد الثورة اشكالا يؤرق البلديات التي عجزت عن توفير الحماية للمواطنين في فصل الشتاء فمع تهاطل كميات هامة من الأمطار يتعالى الصراخ بالأحياء الشعبية بعد أن تغمر المياه المنازل،كما أن الانتصاب الفوضوي والإلقاء العشوائي للفضلات ساهم أيضا في تكدس الأوساخ والفضلات في كل مكان وانسداد المجاري المائية والشعاب .
مشاريع بخطى السلحفاة وأخرى تنام في الرفوف
لئن تم اعطاء مدينة بوسالم الأهمية القصوى في حمايتها من الفيضانات من خلال جهر وادي مجردة وتغيير بعض المجاري التي كانت تهدد السكان وجهر مجرى يحيط بمدينة جندوبة فان بقية المعتمديات يهددها شبح الفيضانات خاصة معتمديات غار الدماء ووادي مليز وطبرقة وعين دراهم والتي تفتقد لمشاريع تحمي هذه المدن من كوارث طبيعية ولئن تم ابرام اتفاقية تعاون بين بعض البلديات والدول الأوروبية لحمايتها من الفيضانات فان هذه المشاريع مازالت سجينة الرفوف ولم تر النور الى حد الآن ليبقى الخطر قائما في أغلب مدن ولاية جندوبة في ظل غياب مشاريع عملاقة من شأنها أن تنقذ الجهة من هذه الكوارث الطبيعية ورغم توفر التجهيزات بمراكز فروع الحماية المدنية الا أن المعضلة الكبرى تبقى في الحالة السيئة التي أصبحت عليها المجاري والأودية وقنوات الصرف الصحي الغارقة في الفضلات والأوساخ وتواصل تضرر بعض المناطق من الانزلاقات الأرضية المحيطة بالتجمعات السكنية والتي لم يقع التدخل فيها الى حد الآن.
◗ عمارمويهبي
ر.م.ع الديوان الوطني للتطهير ل "الصباح:"التصرف في مياه الأمطار وجهر الأودية لا يتحمله الديوان وحده.. وهو يجتهد لتغطية النقائص
25% فقط من المياه المعالجة يتم استغلالها في الفلاحة.. واستراتيجية 2050 تصبو إلى جعل الديوان منتجا وموزعا لمياه الري
الاستعدادات لموسم الامطار.. جهر الاودية والتصرف في المياه المعالجة كانت عناوين الحوار الذي اجرته «الصباح» مع الرئيس المدير العام للديوان الوطني للتطهير الحبيب عمران، هذا الهيكل الذي طالما حمّله المواطن مسؤولية «غرق» طرقاته واجتياح مياه الامطار لغرف منازله و»فشل» التصرف في مياه الامطار التي تتسبب في موسم غسالة النوادر وايام الشتاء الممطر في ازمة سير ونقل جرفت سيارات وراح ضحيتها ارواح بشرية..
مسؤولية اوضح الحبيب عمران ان الديوان الوطني للتطهير يتحمل جزء منها فقط حيث يتقاسم مهمة جهر الاودية مع كل من وزارة التجهيز والاسكان ووزارة الفلاحة والموارد المائية.. ولا تندرج ضمن مسؤولياته قنوات تصريف مياه الامطار فمهامه ترتبط فقط بشبكة المياه المستعملة.
لكن ذلك لا يمنع ان استعداداته لموسم الخريف والشتاء تنطلق منذ بداية الصائفة مع حلول شهر جوان..
جهر الأودية
ماهي استعدادات الديوان الوطني لموسم الامطار 2017-2018 ونحن حسب التوقعات على مشارف شتاء ممطر؟
البداية تكون بجهر الاودية هي عملية لا يتفكل بها الديوان الوطني للتطهير فقط بل يتقاسمها مع كل من وزارة التجهيز والاسكان ووزارة الفلاحة والموارد المائية. ويتكفل ديوان التطهير بجهر 53 وادي على امتداد 81 كلم في 9 ولايات. علما وان تقسيم المهمة الجهر قد تم طبقا لمخرجات مجلس وزاري مضيق تم عقده في 2001 قسم الاودية حيث كان نصيب ديوان التطهير الاعتناء وجهر الوديان الكبرى على وادي قريانة ووادي روريش ووادي السلة ووادي خزندار في تونس الكبرى وادي البيبان ووادي الحلوف بولاية سوسة وادي الشواشنة في ولاية اريانة( بين سكرة واريانة)..
ولكن وفي اطار ما شهده الديوان الوطني للتطهير من تطور على مستوى التجهيزات والامكانيات (دعم الدولة يبلغ 2 مليون دينار في السنة فيما يتعلق بالوديان) قام بتوسعة قائمة الاودية وأضاف مثلا ضمن القائمة التي يتولى جهرها وادي اكودة ووادي سيدي عبد السلام شهدا فيضانات السنة الفارطة بسوسة. عدد من وديان المنستير التي لا تندرج في اطار برنامج العمل الخاص بالجهر، فقام الديوان هذه السنة بجهر وادي جمال واد الغسيل بالمكنين (وادي عمرو ما حمل ) وهذا التدخل جعل اثار هطول نفس كميات الأمطار محدودا جدا مقارنة بالسنة الفارطة ( بشهادة مواطنين وبالتجربة الكمية).
كيف يتم ضبط قائمة الوديان التي تتطلب تدخلا بالجهر خاصة في ظل وجود -كما سبق ان أشرت- وديان خارج الخارطة؟
السلط المحلية والجهوية هي التي تحدد قائمة الوديان التي تتطلب جهرا خلال موسم الامطار وعموما يقع تحيين دوري للخارطة المرجع وتوسيع مجال تدخل الوزارات الثلاث كلما اقتضى الامر..
وشخصيا اعتبر ان التدخل مازال منقوصا الى اليوم، فنحن بصدد التدخل على مستوى الاودية التي تأتيها المياه بالأساس عبر شبكات مياه الأمطار التي بدورها تحتوي على بالوعات لا يتم تنظيفها ولا جهرها تتكدس عليها الفضلات والاوساخ وتؤثر في منظومة التصرف في مياه الأمطار.
التصرف في مياه الأمطار
ما المشكل المطروح مع تصريف مياه الأمطار وسط العاصمة على غرار منطقة لافايات وباب سويقة..؟
بداية الشبكة الخاصة بتصريف مياه الامطار في هذه المناطق تستوجب توسيعا، من ناحية الحجم الذي لم يعد كاف لاستيعاب مياه الامطار بعد ما عرفته البلاد التونسية من تغييرات مناخية.
الإنذار كان بعد أمطار يوم 17 و24 سبتمبر 2003، وحيث لم تعرف تونس قبل هذا التاريخ أمطارا بكميات كبيرة، وكان تصميمها للشبكة وفقا تسجيل يعود الى 1890 ( بدايات التسجيل) يقول ان تهاطل الأمطار يكون في حدود 32 مليمترا مكعبا في نصف ساعة ويتكرر ذلك كل 10 سنوات تقريبا. في الوقت الذي أصبح اليوم هطول 100 مليمتر كل ربع ساعة مسالة عادية وتتكرر سنويا فمثلا خلال الأمطار الأخير بولاية سوسة سجل هطول 116 مليمترا خلال 45 دقيقة.
كيف تعاملت الحكومة منذ سنة 2003 مع هذا التغير المناخي؟
ما تم الانطلاق فيه من اشغال ومازال الى اليوم جاريا اهتم اساسا بمنطقة تونس الغربية وادي قريانة اساسا الذي تم توسيعه في مرحلة اولى.. واليوم تتولى وزارة التجهيز مزيد تاهيله حيث تم الانطلاق في بناء 3 قنوات ضخمة عرض الواحدة منها 3 متر وطولها 2 متر( بمقاييس سد)، اشغال بدات منذ سنتين، نفس الامر يتم في واد خزندار وستكون منطقة المنازه وسوسة والمنستير من المشاريع القادمة...
داخل أحياء العاصمة «العجوز» وعدد من مناطق تونس الكبرى تطرح بصفة دورية مشاكل تصريف مياه الأمطار التي تتسبب في اغلب الأحيان في تعطيل كلي للحياة؟
فعلا الاشكال مطروح في احياء لافيات شارع الحرية وشارع فلسطين وباب سويقة اساسا ويعود ذلك لارتباط تصريف المياه في هذه المناطق ببحرية تونس(قمبطا) (فيما مضى حتى المياه المستعملة يتم تصريفها الى بحيرة تونس وتخرج من بابا الخضراء عبر نهج ليون ويتجه الى غاية قمبطا) ماذا وقع في تونس؟ شبكة الطرقات والبنايات الجدية ارتفع مستواها واصبحت اعلى من المناطق التي ذكرناها (محمد الخامس مثلا لا يطرح فيه اشكال نظرا الى ان مستواه اعلى من جهة لافايت).
البالوعات في تلك المناطق اصبحت منخفضة عن مستوى البحر وليس هناك حل لمشكل تصريف المياه في لافيات الا عبر الضخ وهي اشكالية كبيرة. مؤخرا يمكن ملاحظة ان الاثر كان اقل حدة ذلك يعود بالاساس الى دخول محطة التطهير العطار بالسيجومي حيز العمل، حيث اصبحت مياه بجاوة ووادي الليل ومنوبة وباردو والتضامن ودوار هيشر التي كانت تمر عبر لافايات تذهب نحو «العطار» وتم بالتالي الحد من اثر مياه الامطار على شوارع لافايات، وتجاوزنا بالتالي الخطأ الكبير الذي كان موجودا على مستوى التصرف في مياه الامطار في تونس الكبرى.
كيف تعامل الديوان مع مشكلة الربط العشوائي وغزو المياه لعديد المنازل خلال مواسم الأمطار؟
ما يمثل مفاجأة، فيما يهم الربط العشوائي، هو ان منطقة السيجومي والأحياء الشعبية ككل بها عدد محدود للغاية من عمليات الربط العشوائي، حيث بينت الدراسات التي قام بها مكتب مختص ان هناك 4 عمارات فقط في حالة ربط عشوائي في منطقة السيجومي في حين ان منطقة المنازه مثلا يسجل فيها 23 حالة ربط عشوائي ومنطقة البحيرة وجدنا 45 ربطا عشوائيا.
ولتفادي دخول مياه الأمطار للمنازل التي يعد مستواها منخفضا مقارنة بمستوى الشارع (السيجومي مثالا) قام ديوان التطهير بتركيز مضخات حديثة تاخذ بعين الاعتبار المياه المستعملة ومياه الامطار على حد السواء تعمل على تخفيض مستويات الامطار في الشبكة في وقت قياسي واختصار توقيت التصرف في المياه.
ما المناطق التي مازال يطرح فيها اشكالية التصرف في مياه الأمطار؟
في منطقة تونس الغربية سيكون لمياه الامطار تاثير هذه السنة اساسا على مستوى شارع 18-22 في حي التضامن (قوة السيلان تسببت في جرف سيارات السنة الماضية) الذي يمثل مسارا للمياه، قنوات التصريف فيه غير مهيأة تم جهرها من قبل ديوان التطهير هذه الصائفة لكن هذا التدخل غير كاف، لان المنازل في هذا الشارع مستواها في انخفاض، وتتطلب المنطقة تدخلا على مستوى طريقة نقل مياه الامطار وذلك بالانطلاق في اشغال تخفض من مستوى الشارع وجعله بمثابة القناة التي تسهل نقل الماء الى غاية طريق بنزرت..
هناك ايضا نهج حافظ ابراهيم في قصر السعيد 2 باردو، حي يعاني من مشكل كبير في تصريف مياه الامطار ومستواه منخفض للغاية مقارنة بالطريق الذي على جانبيه الايسر والايمن، سريعا ما تغرق البيوت فيه بمياه الامطار ويبلغ ارتفاعها المتر واكثر.. وتجدر الاشارة الى ان وزارة التجهيز لها مشاريع فيما يتعلق بالحيين.
إشكالية تصريف مياه الأمطار خلال السنوات الماضية طرحت بقوة في مناطق جديدة خارج تونس الكبرى على غرار تطاوين والمنستير؟
أكثر الضغوطات مطروحة في المدن الكبرى، ولم تشهد مثلا تطاوين نزول أمطار بكميات كبيرة سابقا، وهي مناطق غير مجهزة بشبكات مياه الامطار او شبكات التطهير، لا تعد كميات الامطار المسجلة فيها خطيرة والمشكل مطروح في ركود المياه.
وهنا اشير الى ان الديوان الوطني للتطهير وعلى ال350 بلدية الموجودة يتدخل في 175 بلدية فقط وتدخله يكون عندما تطلب البلدية ذلك.
ويتجه الديوان الى تدعيم نسبة الربط داخله (تبلغ 85 % في المدن) وفي الاطار تم رصد 970 مليون دينار للربط في المخطط الجاري 2016-2020 وهي المرة الاولى التي تحدد فيها هذه الميزانية وسيتم خلالها تبني 33 مدينة جديدة، وسيتواصل البرنامج على نفس النسق في عمليات الربط الى غاية سنة 2050 بهدف تغطية كامل البلاد.
معالجة المياه المستعملة..
تقرير دائرة المحاسبات بين أن المعالجة التي تتم للمياه المستعملة في المحطات موضوع الرقابة غير مطابقة للمواصفات كيف تفسرون ذلك؟
دور الديوان الوطني للتطهير الاساسي هو تجميع المياه المستعملة التي تبلغ تقريبا 290 مليون متر مكعب، ليشرف في مرحلة لاحقة على معالجة 250 مليون متر مكعب منها. وفيما يتعلق بتقرير دائرة المحاسبات لسنة 2011 يمكن القول قد تجاوزته الاحداث، والمواصفات والمقاييس التي تم اعتمادها من قبل العاملين بدائرة المحاسبة للتقييم غير محين (بصدد التحيين اليوم لتكون واقعية اكثر) صادر عن معهد المواصفات منذ الثمانينات قدمت نسبا مغلوطة فيما يتعلق بالفسفور والازوت.
وماذا عن السكب الصناعي الذي تقول نفس التقارير انه غير معالج بنسبة ما بين 90 و100 %؟
مسالة التصرف في السكب الصناعي تدخل تحت مهام وكالة العناية بالمحيط، والديوان الوطني للتطهير لا يقبل السكب الصناعي في حال لم يكن في مستوى المواصفات التي نعمل بها في محطات المعالجة. ولذلك يتم إلقاؤه في الاودية.
والديوان له محطة وحيدة تهم السكب الصناعي ببن عروس وهو بصدد تركيز 9 محطات جديدة، الفجة بالمنستير ستكون اولها. وستلتحق بها محطة بمجاز الباب والنفيضة وصفاقس وواد الباي في سليمان وبوعرقوب والعزيب واوتيك في بنزرت ومحطة ببئر القصعة..
ومن المنتظر ان تدخل محطة الفجة بالمنستير حيز العمل في افق سنة 2020 والبقية انطلاقة اشغالها ستكون سنة 2018 ومن المنتظر ان تدخل حيز العمل في افق 2021.
هل هذا يعني أن جميع محطات المعالجة هي مطابقة للمواصفات؟
نعترف انه من بين ال 116محطة تطهير المنتشرة على كامل تراب الجمهورية والى غاية اوت 2016 هناك 40 % منها غير مطابقة للمواصفات(على خلاف ما جاء في تقرير دائرة المحاسبات ان جميع محطاتنا غير مطابقة للمواصفات(.
ولنا اليوم برنامج لاصلاح 55 محطة، قمنا بتاهيل 9 محطات خلال السنة الجارية 2017 لتنخفض نسبة المياه غير المعالجة الى ال32 % والى غاية 2020 من المنتظر ان تنخفض النسبة الى ال20%.
كيف يتم استغلال المياه المعالجة اليوم التي يبدو أن أغلبها في ضياع ولا يتم استغلاله في الفلاحة رغم حاجتنا الملحة له؟
نحن اليوم بصدد استغلال 60 مليون متر مكعب من حجم المياه المعالجة والتي تمثل 25 % فقط وطموحنا ان تتضاعف الكمية لتبلغ 50 % في افق 2020 وتتحول المياه المعالجة الى «طاقة» بديلة في القطاع الفلاحي.
هناك 42 محطة فقط مياهها موجهة الى الفلاحة والديوان بصدد العمل على تحسين جودة المياه المعالجة ونعمل على برنامج لتقريب المياه للمناطق الفلاحية، لنا محطة شطرانة برواد ربطناها بخزان مهوء موجهة الى المنطقة السقوية ببرج الطويل. وفي القيروان لنا محطة ذات معالجة ثلاثية «ذراع الطمار» موجهة الى الفلاحة ايضا.
وفي سيدي بوزيد المحطة المتواجدة مياهها غير موجهة للري ولكن المحطة الجديدة التي هي في طور الانجاز ستكون مياهها موجهة للري.
في قفصة لنا محطة العقالة يمكن القول انها ساهمت في احياء المنطقة الفلاحية هناك ونحن بصدد انجاز محطة جديدة.
في مدنين وقابس (جزء يستعمل في المركب الكيمياوي) ايضا تستعمل مياه محطات المعالجة في القطاع الفلاحي.
والديوان الوطني للتطهير بصدد تحضير عناصر استراتيجيته لسنة 2050، التي سترتبط بدورها باستراتيجية الماء في تونس في افق 2050. سيكون هدفها الاساسي تحسين جودة المياه وإعادة استغلاله ومن اليوم والى غاية 2050 من المنتظر ان يتحول الديوان الوطني للتطهير الى منتج للمياه المعالجة وربما ولم لا الى مشرف ايضا على توزيعها في اطار محاولات تجاوز ندرة وازمة المياه في الري بالاساس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.