تكتسي الوقاية من العوامل المناخية واستباق الكوارث الممكنة جراء السيول أهمية بالغة حيث من شأنها أن تقلص من حجم الخسائر البشرية والمادية معا وعلى هذا الأساس تلعب اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث دورا مهما في مجال الوقاية من»غضب الطبيعة» الذي ينحصر في فصل الشتاء وبطبيعة الحال يعد هذا المجال من مشمولات اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بولاية قفصة التي تباشر مهامها برئاسة والي الجهة وعضوية عديد الأطراف المتدخلة على غرار الحماية المدنية والصحة والتجهيز والإسكان حيث إنطلقت فعلا هذه اللجنة في تحديد الأولويات الممكنة وفق ما تمليه الظروف والمستجدات المرتقبة بعد جلسة العمل المنعقدة بتاريخ 10 أكتوبر المنقضي.. رفع درجة التأهب القصوى الملاحظ أن الأضرار الأخيرة الناجمة عن السيول التي تهاطلت على عموم المنطقة مؤخرا دفعت باللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة إلى رفع درجة التأهب القصوى حيث تم الشروع في توفير الإمكانيات اللوجستية والبشرية اللازمة مع تفادي النقائص التي لاحت أثناء التقلبات المناخية الأخيرة وفي هذا الإطار نفذت مصالح التجهيز جملة من التدخلات على مستوى الفروع الخمسة التابعة لها وهي فرع قفصه الذي يشتمل على معتمديات قفصه الجنوبية والشمالية والقصر وسيدي عيش وفرع الرديف وأم العرائس التي تضاعف خلالها حجم التدخلات بحكم الأضرار الجسيمة التي لحقت بهاتين المعتمديتين والتي تداعت بسببها وضعيات عديد الطرقات وخطوط السكة الحديدية ما نجم عنه عزل بعض المناطق لعدة أيام كما شملت التدخلات الأخيرة المتمثلة في جهر البالوعات وتنظيف وإزالة الأوساخ والأتربة حول النقاط الحساسة التي قد تعطل مسار تصريف المياه. هذه الأشغال شملت أيضا الفرع الثالث الذي يتألف من 3 معتمديات وهي القطار والمظيلة وبلخير إلى جانب الفرع الرابع الذي يهم معتمدية المتلوي. الفرع الخامس والأخير يشمل معتمديتي السند وزانوش.. هذه التدخلات ولئن تقوم بأغلبها مصالح التجهيز بشكل مباشر فإن هناك بعض الشركات الخاصة تقوم بإنجاز بعض الأشغال البسيطة المتمثلة أساسا في جهر البالوعات وازالة الشوائب والأتربة التي تعوق سير السيول نحو الأودية غير أن الأشغال التي تنجزها هذه الفئة من الشركات ما انفك يرافقها نقد شديد بحكم أدائها المهزوز وعدم فاعليتها وذلك برأي عديد المختصين والخبراء في ميدان التعمير الشيء الذي يحتم مراجعة قرار وزارة التجهيز في الاعتماد على خدمات هذه الشركات نظرا للتداعيات السلبية المنجرة عن غياب المقومات الضرورية لهذه الأشغال وعدم جدواها في أغلب الأحيان. حماية أماكن تخزين الفسفاط استباق التداعيات الممكنة لمجابهة الكوارث الطبيعية تحتم إتخاذ جملة من الإحتياطات الممكنة لخفض الأضرار سواء البشرية منها أو المادية وفي هذا الإطار ينبغي على اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث أن تولي حماية مواضع تخزين الفسفاط بالمدن المنجمية الأهمية القصوى وذلك باتخاذ جملة من الإجراءات الكفيلة بمجابهة الأوضاع التي تحدثها الأوحال الناجمة عن كميات الفسفاط الهامة التي تسربها مياه الأمطار من مواقع تجميع الفسفاط إلى وسط المدينة وهو الأمر الذي لاحظناه خلال الأمطار الطوفانية التي نزلت على المنطقة في مستهل شهر اكتوبر حيث جرفت السيول التي نزلت على مدينة الرديف معها كميات كبيرة من الفسفاط لتتحول إلى أوحال تداهم البيوت والمحلات التجارية الأمر الذي كاد أن يسبب كارثة إنسانية وخيمة العواقب. سيلان الأمطار الممزوجة بالفسفاط حد بدوره من نجاعة التحركات التي قامت بها مختلف أطراف التدخل والنجدة وعلى هذا الأساس علمنا أن لجنة مجابهة الكوارث الطبيعية وتنظيم النجدة طالبت شركة فسفاط قفصة بضرورة القيام بالإجراءات اللوجستية لتجنب مثل هذه الحوادث عبر حماية مواقع التجميع وكذلك ايفاد الآليات الثقيلة المتوفرة لديها على عين المكان من أجل معاضدة مجهود بقية أطراف النجدة وذلك طبقا لمتطلبات الأوضاع المذكورة..