مقابلة مساء امس بين المنتخب التونسي ونظيره الليبي كانت محطة بارزة تؤكد التعلق بالوطن والتباهي براية البلاد والتوق الدائم نحو الأفضل.. فلم تمنع التقلبات المناخية الحاصلة بالأمس من احتلال اللقاء مكانة مهمة لدى جماهير الساحل قاطبة حيث توجه الكثيرون الى رادس منذ الزوال ترفرف اعلام تونس من نوافذ سياراتهم وتنعش الألوان الحمراء والبيضاء ادباشهم الزاهية.. البقية اختاروا متابعة المقابلة عبر شاشة التلفزة مع استغلال عديد الفضاءات في النزل والمقاهي لتكون المتابعة ذات رونق والفرحة جماعية.. ابرز ما لفت الانتباه خلال هذه الأجواء الذكرى الباهرة التي حملها أبناء الساحل وسوسة بصورة خاصة عن ترشح تونس الأول للمونديال سنة 78 حينما حصل ذلك على يد ابن النجم عبد المجيد الشتالي حيث هتف الكثيرون مرددين اسم «مجدة» على الالسن مستعيدين تلك الذكريات الخالدة.. عمليات المتابعة للقاء كانت مرفوقة بكثرة ردود الفعل عند كل فرصة تتاح او هجوم يحصل دون ان تحول قلة النجاعة في التهديف دون الحماس الشديد الذي تسمع صداه عبر كل البيوت ومختلف الفضاءات، كما كانت الشوارع اثناء البث شاغرة باستثناء بعض السيارات او الافراد لقضاء شؤونهم الخاصة ومباشرة بعد اللقاء وتأكد التأهل للمونديال رغم التعادل والأداء دون المتوسط، عاشت سوسة والساحل بمدنه وقراه أجواء الفرحة من منطلق وطني وكذلك باعتبار ان النجم يمتلك 5 عناصر دولية ساهمت مع البقية في انارة وجه تونس ليبدأ الحديث منذ ما بعد اللقاء عن تنظيم رحلات الى روسيا لتشجيع المنتخب حيث ورد اسم خميس بن فطوم لاعب النجم السابق وصاحب وكالة الاسفار المعروفة بتبني ذلك. ◗ بشير الحداد باجة.. فرحة رغم «الغصرة» حال اعلان حكم مباراة تونس وليبيا، لصافرة النهاية باولمبي رادس معلنة تاهل المنتخب التونسي لكرة القدم الى نهائيات كاس العالم 2018 المقرر إجراؤها بروسيا، اثر اكتفاء كتيبة المدرب نبيل معلول بالتعادل ولكنها وفقت في تحقيق المهم من حيث الاداء وادخلت الفرحة والبهجة على كافة متساكني مدينة باجة لتعم الفرحة العارمة لدى كافة اهالي احياء القصبة والمنار وقصر باردو و الهواري وسيدي فرج والمعقولة وساحة البلدية ...الذين تبادلوا التهاني وابدوا سعادتهم بما قدمه لاعبو المنتخب وجهازه الفني من اداء مشرف ونقلة نوعية على مدار منافسات التصفيات... رغم الحسرة والغصرة الأخيرة امام الاشقاء الليبين (0/0).. البعض من الاهالي خيروا الخروج في جحافل السيارات والدراجات النارية مرتدين ازياء المنتخب ورافعين الاعلام التونسية مع هتفات «و موش نورمال وموش نرمال...وحدة وحدة للفينال... تونزي يا تونزي ....معاك ربي والنبي...» و أهازيج الفرحة الممزوجة بمنبهات السيارات.. مهرجان احتفالي طال كافة ارجاء المدينة... وهذه بعض التصريحات الفورية... خليفة الرباعي (متقاعد): دربي أجوار باتم معنى الكلمة...سيطرتنا كانت كلية لكن خانتنا اللمسة الاخيرة...عجزنا عن فك شفرة الدفاع الليبي...المهم اننا تاهلنا الى مونديال روسيا مبروك علينا... السيد محمد يوسف الجبري: مباراة حماسية ، خضناها بروح انتصارية لكننا فشلنا في تحقيق الانتصار... سيطرتنا جاءت عقيمة في ظل التسرع واهدار جملة من الفرص السهلة...ترشحنا مستحق والرسالة واضحة للطاقم الفني لتدعيم الرصيد البشري بذوي المهارات والامكانيات العريضة ...مبروك لتونس بهذا الانجاز الكروي... محمد شهاب الجبري :مررنا بجانب اظن ان مجموعة المدرب نبيل معلول مرت بجانب الحدث باعتبار تفكيرها المسبق في روسيا.. يجب التركيز والعمل على دعم التجانس والتكامل بين كافة الخطوط...الترشح اسعدنا لكننا نطمح لنقلة نوعية من حيث الاداء والنتيجة في مونديال روسيا 2018...هنيئا لنا بهذا الترشح المستحق تماشيا ودرب التصفيات... محمد امين الدخلي:انتظرنا مباراة سهلة كنت اتصور المباراة سهلة مع الأشقاء الليبيين، لكن الحماس والتشويق والاندفاع البدني خلف لنا غصرة متواصلة مما يتطلب من الاطار الفني مراجعات في مستوى الزاد البشري وفي مستوى الخطة الفنية والتكتيكية تماشيا ومؤهلات اللاعب التونسي.. درس هام قد يفيدنا خلال مونديال روسيا القادم... شكرا لنبيل معلول وكافة اللاعبين على مجهوداتهم الجبارة رغم عجزهم عن التهديف..مبروك لتونس... ◗ صلاح الدين البلدي صفاقس تحتفل: تونس في مونديال روسيا ملتحفين بالعلم التونسي... مترجلين او ممتطين للدراجات النارية او السيارات والشاحنات الخفيفة... ومتحدين رداءة الطقس والبرد وزخات الامطار... احتفل ابناء صفاقس في اجواء من الفرحة بترشح المنتخب الوطني لكرة القدم الى كاس العالم للمرة الخامسة في تاريخه بعد 1978 و1998 و2002 و2006 .... وما ان اعلن الحكم المالغاشي عن انتهاء مقابلتنا مع الشقيقة ليبيا بالتعادل حتى انطلقت فرحة الأنصار شيبا وشبابا وأطفالا خرجوا للتعبير عن الابتهاج بالانجاز رغم ان الحصاد فوق الميدان في اللقاء كان مخيبا للآمال حيث كان كل التونسيين على شوق كبير لان يقترن الترشح الى روسيا بالأداء الجميل والأهداف التي تنعش النفوس والقلوب .. الفرحة حصلت بالترشح الى المونديال صنعها عدد من ابناء صفاقس الذين تحدوا كما اسلفنا رداءة الاحوال المناخية ونزول الامطار وتحولوا الى منطقة الناصرية بصفاقس حيث التحفوا العلم وأطلقوا العنان إلى للأهازيج تونيزي يا تونيزي... معاك ربي والنبي» و»يا روسيا هانا جايين». وأعداد المبتهجين بالترشح كانت اكبر في قلب المدينة وتحديدا بساحة الجمهورية قبالة قصر بلدية صفاقس وهو المكان المعهود لأفراح الرياضة التونسية ولا سيما افراح النادي الصفاقسي كهولا وشبابا وأطفالا من الجنسين غنوا للمنتخب وللانجاز متعلقين بالراية الوطنية. قال لنا الشاب يوسف انه صحيح ان المنتخب الوطني لم يقدم الاداء المنتظر منه في المباراة مع الشقيقة ليبيا ولكن المهم انه سيتواجد بمونديال العمالقة والكبار ... مونديال روسيا 2018 وقال ان تونس بواقعها الحالي تحتاج الى الفرحة وعبر عن تمنياته بان يتم استخلاص الدروس من مقابلة اليوم لا سيما وان تونس ستشارك للمرة الخامسة في المونديال وهي مطالبة بان تحقق انجازا في كاس العالم يضاهي ما قدمه منتخب 1978 وتنسينا المشاركات العجاف في مونديالات 1998 و2002 و2006. في نفس السياق تحدث الينا احمد وهو الاخر خرج للاحتفال بترشح المنتخب وقال ان المنتخب لكل التونسيين ورغم ان جامعة كرة القدم اظهرت في اعتقاده عداء لصفاقس وللنادي الصفاقسي من خلال مظالم المكتب الحالي إلا ان صفاقس تغلب دائما المصلحة الوطنية على أي مصلحة أخرى وتتمنى لو ان جامعة الكرة تعتمد التعامل مع مختلف الاندية بسياسة واحدة ومكيال واحد من اجل صالح كرتنا من ناحيتها قالت اميرة انها سعيدة جدا بالتأهل إلى المونديال حيث سيرفرف علم تونس في سماء روسيا مع بقية الكبار وهذا مبعث لفخر كل أبناء الوطن لكنها لفتت الى ان عملا كبيرا ينتظر المنتخب بمسؤوليه وجهازه الفني ولاعبيه لكي يستعدوا منذ الآن لتشريف النجمة والهلال ولكي يدرسوا اسباب الخيبات السابقة في مونديالات فرنسا وكوريا واليابان وألمانيا وقالت ان نسور قرطاج مطالبون بالعبور إلى الدور الثاني في النهائيات للمرة الأولى في تاريخ كرتنا. ◗ يوسف لطيف قفصة.. الساحة الرئيسية تسهر حتى مطلع الفجر بضع لحظات فقط لم تلبث ان مضت على اطلاق صافرة النهاية لمباراة منتخبنا الوطني التونسي امام نظيره الليبي حتى اكتسحت الجماهير التي تدفقت من كافة الاحياء ومن المقاهي التي لفضت روادها نحو الساحة الرئيسية للمدينة وتحديدا «دروج سيدي عبلة» التي كانت لحظات قبلها مقفرة ويلفها السكون ويعمها الانتظار. الجماهير التي بلغ عددها في اقل من 5 دقائق ما يزيد عن 10 آلاف محب ومحبة جاؤوا من حي الدوالي والعسالة وحي النور والحميلة والأفران وحي الشباب وغيرها من بقية المناطق القريبة ليلتحم الجميع في نفس المكان الذي عمته الاهازيج والتصفيق وأزيز السيارات التي أطلقت العنان لمنبهاتها معلنة عن انطلاق الافراخ كما علت سماء المدينة الشماريخ وعلقت الرايات الوطنية العملاقة التي التحف ببعضها الشبان في غضون ذلك سجلنا بعض الاغماءات في صفوف عدد من الاحباء وذلك تحت تاثير الفرحة و «الغصرة» في ان اعداد هامة من احباء المنتخب الوطني التحقوا بالساحة الرئيسية لمدينة قفصة حيث جاؤوا من القصر ولالة وحي حشاد وحي سيدي احمد زروق هتف الجميع بحياة ابطال الترشح الى مونديال روسيا 2018 . وقد تواصل موكب الافراح بانجاز عناصرنا الوطنية الباهر طيلة ساعات حيث لم يبال الجميع ببرودة الطقس وزخات المطر التي زادت في بهجة الافراح فهنيئا لنسور قرطاج وهنيئا للشعب التونسي الذي انتظر 11 عاما لينتعش برؤية تونس تتنافس مع اعتى المنتخبات في العالم .