كان لفوز المنتخب الوطني للطائرة ببطولة إفريقيا للرجال في مصر أثر المسكّن للغليان الذي كان يكتمن في نفوس أحباء ومتابعي الكرة الطائرة.. فالانتصارات كما نعلم بارعة في إخفاء العيوب وإخراس الناقدين والإيهام بأن الأمور على أروع ما يكون من حال. ولكنّ الحصيف لا يغتر فالتتويج ليس بالأول في تاريخ المنتخب ولا ينبغي أن يكون بمثابة الشجرة التي تخفي غابة من الإخفاقات المتتالية والهنات في أداء المكتب الجامعي، ناهيك أن التتويج عائد بالأساس إلى تألق لاعبي الترجي والنجم والصفاقسي نتيجة العمل الكبير الذي تقوم به النوادي علاوة على تجربة المدرّب جاكوب كما ان المنتخب المصري الذي لاح أداؤه باهتا بسبب أخطاء ممرنه وغياب اللاعبين ذوي الخبرة. في هذا الإطار، يكفي التذكير بعودة منتخب كبريات الكرة الطائرة في أكتوبر بخيبة مريرة من الكاميرون بعد انسحابه من الدور الأول وبطريقة مذلّة. والحق أنّ هذه الخيبة الجديدة للجامعة تنضاف للفضيحة التي مني بها المنتخب الأولمبي أقل من 19 سنة بتمركزه في ذيل الترتيب خلال بطولة العالم بالبحرين في أوت الماضي، ولا ننسى إلى جانب ذلك فشل منتخب الاكابر نفسه في تحقيق ترشح كان يبدو في المتناول إلى الدرجة الموالية من الدّوري العالمي بعد تصفيات مونتينيغرو وتونس في جوان الماضي رغم تنافسه مع فرق عاديّة مثل مونتنيغرو وكازاخستان والصين تايبي. وإذا كان هذا الحال على مستوى النتائج، فإنّ الوضعيّة على مستوى تسيير الجامعة تبدو أكثر قتامة بداية بحرمان جامعة منتخب اقل من 23 سنة من المشاركة في البطولة الافريقية التي دارت بالجزائر في فيفري الماضي جراء خطإ إداري بدائي بقي محلاّ للتندّر رغم محاولة التمويه البائسة بادعاء تحيّل الاتحاد الجزائري على نظيره التونسي وهي محاولة كشفها كون الحكم التونسي بودية أدار المباراة الفاصلة بين المنتخبين المشاركين في الدورة، ومعلوم في الصدد أن منتخب أقل من 23 سنة كان الأبرز افريقيا وبمقدوره هزم منتخب الجزائر بكل سهولة لكن الضعف الإداري للجامعة حرم جيلا مميزا من التأهل لكأس العالم. كل هذا ينضاف لسلسلة قرارات عجيبة مثل إقالة الكاتبة العامة بثينة الجوادي بقرار أحادي، ثم إعفاء بلحسن بوخطيوة وهو القلب النابض للجامعة منذ عشرين عاما من خطة مستشار الجامعة وإعفاء الممرنة ريم بن سليمان من تدريب المنتخب الوطني للكبريات في نطاق تصفية حسابات شخصية، ثم ايقاد نار الفتنة مع رابطة صفاقس إلى حدّ التلويح بحلّ الرابطة في سبتمبر الماضي. على صعيد مالي أيضا، يبدو أن وعود الفالح الانتخابية بتوفير الإمكانيات المادية اللازمة لإقلاع الطائرة ستبقى. في خضم كلّ هذا، يخشى أنّ المكتب الجامعي سيمضي مدّة مطوّلة في استهلاك العائدات المعنوية للتتويج الإفريقي بالقاهرة مغطيا ما اعترى سنته الأولى من سقطات وبه يظفر بسنة رياضية جديدة قد تكون خطوة نحو موت صامت للعبة قاعديا في ظل فرحة ساذجة قاصرة النظر بنتيجة جاءت بعرق اللاعبين وتضحيات النوادي.