مثل أمس أمام أنظار الدائرة الجنائية الخامسة المختصة بالنظر في القضايا الإرهابية بالمحكمة الابتدائية بتونس متهم شاب حضر بحالة سراح لمقاضاته من أجل الإشادة والتمجيد والدعوة للانضمام إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه وقررت المحكمة إثر الجلسة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم. منطلق الأبحاث في قضية الحال كان بتاريخ 11 سبتمبر 2015 بعد توفر معلومات مفادها تواصل المتهم مستعملا حسابه الخاص عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» فضلا عن نشره لمقاطع فيديو وصور لأحد العناصر الإرهابية التي تم قتلها بالعراق.. وكذلك على إثر تعمد المتهم نشر تعليقات ينعت من خلالها أعوان الأمن ب»الطواغيت» ويكفرهم فتم ايلاء الموضوع الأهمية اللازمة ليقع بعد سلسلة من التحريات الاذن بإحالة المتهم على أنظار القضاء. وباستنطاق المتهم أمس أنكر التهم المنسوبة إليه وبمعارضته من قبل رئيس الدائرة بعدد من المحادثات «الفايسبوكية» مع بعض العناصر على غرار شخص يدعى «إيرام جمعة» حول «الدولة الاسلامية» فأكد أن بعض المحادثات لم تكن صادرة عنه؛ وعن مقاطع الفيديو والصور أجاب بأن الهدف من نشرها هو الاتعاظ وليعلم الجميع ان هؤلاء العناصر قد قتلوا. من جانبه رافع لسان الدفاع عن المتهم ذاكرا أن منطلق تتبع منوبه كان على إثر نشره لصورة عنصر تم قتله في سوريا وقد تبين أن هذا الشخص أصيل منطقة بحي سكني ببوجعفر سوسة والتي يقطن بها منوبه. وأضاف لسان الدفاع بأن المحادثات التي جدت بين منوبه وبين مجموعة من الأشخاص هم من اجواره كانت بعد أن علموا بمقتل ذلك العنصر الذي تم نشر صورته من قبل أغلب المجموعة والتي تلتها عدة تعاليق . وبخصوص التعليق الذي شكل أشكالا وتمت إحالته بمقتضاه والذي ذكر فيه أن «الدولة الإسلامية دخلت للقصرين وقتلت 4 طواغيت» فقد أوضح منوبه بأن تلك المحادثة لم تكن رسمية أو علنية فضلا عن انه لما استفسره عنها أكد له أنه لم يعد يتذكر ما دونه. كما أشار لسان الدفاع إلى أنه بالرجوع إلى محضر البحث الذي أمضى عليه والذي ارفق ببصمته اكد انه أجبر على الإدلاء بتلك التصريحات. وبخصوص البصمة أكد لسان الدفاع انه لا يوجد أي داع لها خاصة وأن منوبه لا يجهل القراءة أو الكتابة مؤكدا أن كل ما جاء فيه من تصريحات تم انتزاعها منه كما أجبر على وضع بصمته منتهيا إلى طلب القضاء بعدم سماع الدعوى لتجرد جميع التهم واحتياطيا اعتبار ما صدر عنه من قبيل الإشادة والتمجيد.