تعتبر رياضة التجديف في بلادنا من الاختصاصات الرياضية غير المعروفة نسبيا، حيث لا تحظى بتغطية إعلامية كبيرة، فضلا عن ذلك فهي تعتبر فتية مقارنة بعدة رياضات أخرى.. عن واقع التجديف في بلادنا ومستقبله خاصة بعد التألق الأخير في بطولتي إفريقيا والعرب تحدث سليم بن بوبكر رئيس الجامعة التونسية للتجديف في هذا الحوار: - هل يمكن القول إن ما تحقق في البطولة العربية ثم بطولة إفريقيا يعتبر مؤشرا واضحا على قوة المنتخب التونسي للتجديف؟ لقد تحسن مستوى التجديف في بلادنا منذ سنوات عديدة، حيث بات من أقوى المنتخبات في إفريقيا والمنطقة العربية، بل يمكن اعتباره حاليا الأفضل قاريا بعد منتخب جنوب إفريقيا الذي لا يشارك في بطولات إفريقيا، كانت لنا مشاركات عديدة في السنوات الماضية وفي كل مرة يترك المنتخب التونسي بصمته خاصة وأن أكثر المنتخبات تتويجا باللقب، والأهم من ذلك أنه بات حاليا رائدا على المستوى الإقليمي والقاري بفضل وجود بنية تحتية وتجهيزات رياضية ملائمة والدليل على ذلك وجود المجرى الدولي بالبحيرة الذي أصبح يحتضن منذ عدة سنوات تربصات عدة منتخبات عربية وإفريقية، وكل هذه المعطيات تؤكد أن التجديف التونسي يسير في الطريق الصحيحة. - لكن بالتوازي مع ذلك ظلت المشاركات الدولية متوسطة عموما في التظاهرات الدولية الكبرى، فما هو السبيل لتحسين النتائج دوليا؟ ربما لا يعرف الكثير أن ميزانية تكوين بطل أولمبي في هذه الرياضة تعتبر مكلفة للغاية، وقد يتطلب بروز بطل يتألق في بطولات العالم والألعاب الأولمبية حوالي مليون دينار، لهذا السبب يمكن تفسير تأخر تألق التجديف التونسي في التظاهرات الدولية الكبرى، وهو أمر مفهوم ومبرر خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار انتشار هذه اللعبة وجماهيرتها في عدة بلدان ترصد ميزانيات ضخمة لإنجاب أبطال عالميين، أما بالنسبة للجامعة التونسية فإن تعمل وفق إمكاناتها وميزانيتها المحدودة، والأمر يتطلب المزيد من الدعم كي تكون خطوات التجديف التونسي أسرع مستقبلا خاصة وأن عدد من الجدافين والجدافات يعتبرون حاليا مشاريع "أبطال" عالميين في المستقبل على غرار محمد الطيب وخديجة الكريمي اللذين حققا نتائج واعدة للغاية. -ماذا عن محمد الطيب الذي يقيم حاليا في ألمانيا؟ هذا النجم لديه مؤهلات جيدة للغاية وقدرات بدنية تخول له أن يكون بطلا في قادم السنوات، ولهذا السبب ارتأينا أن ينضم منذ أكثر من سنة لفريق ألماني كي يطور مستواه أكثر من خلال الاحتكاك بأبطال اللعبة هناك، محمد الطيب نجح في تأكيد جدارته بالتدرب في ألمانيا حيث حاز لقب البطولة هناك واحتل مركزا متقدما للغاية في بطولة العالم للأواسط في الصائفة الماضية، وبفضل الدعم الذي يجده من الجامعة التونسية للتجديف وكذلك سلطة الإشراف خاصة وأنه مرتبط بعقد أهداف، يمكن التأكيد على أن هذا الجداف قادر صراحة على التألق في عدة بطولات قوية مثل الألعاب المتوسطية .. - ما الذي ينقص التجديف كي يكون إشعاعه أكبر في بلادنا ويستقطب عددا أكبر من ممارسيه؟ ربما هي مشاكل تتعلق بقلة الأماكن التي يمكن ممارسة هذه الرياضة المائية فيها، فمن الصعب للغاية أن تكون لدينا مراكز عديدة في مختلف الجهات لممارسة التجديف، لكن رغم ذلك فقد حرصت الجامعة على مضاعفة عدد الأندية والمجازين في هذه اللعبة، ونحن متفائلون للغاية بقدرتنا على مزيد نشر التجديف رغم كل الصعوبات.