حقق النادي الرياضي الصفاقسي انتصارا ثمينا ومستحقا على النادي البنزرتي اسعد الانصار واقنع الملاحظين وشكل الاداء المقدم في المقابلة من الفريقين استثناء في الواقع الكروي الحالي من حيث النسق والإثارة والبناء الهجومي وأيضا الروح الرياضية بين ناديي عاصمة الجنوب وعاصمة الجلاء. والمنعش اننا رصدنا علاقات اخوية ومتميزة بين انصار الفريقين ايضا حتى قبل الدخول الى ملعب الطيب المهيري وبلا احتقان بل ان بعض احباء قرش الشمال شاركوا انصار السي اس اس حملة "انا سبيت انا نخلص" بتبرعات بقطع نقدية سيتم ارسالها الى الرابطة لخلاص الخطية المالية التي سلطتها هذه الاخيرة على الفريق بسبب الشعارات المناهضة لرئيس الجامعة وديع الجريء. قوة شخصية الجميل في مباراة النادي البنزرتي كذلك الروح الانتصارية للنادي الصفاقسي وقوة شخصية لاعبيه الذين تمكنوا من العودة في المباراة بعد هدف الفريق الضيف وحولوا التأخر في النتيجة إلى فوز ثمين اسعد الأنصار الذين رأوا تغييرا ايجابيا في الفريق منذ قدوم المدرب لسعد الدريدي. مفاجأة حسام اللواتي من المفاجآت السارة التي راهن عليها المدرب لسعد الدريدي وكسب الرهان هو متوسط الميدان حسام اللواتي الذي يمتلك طاقات كروية كبيرة ويستعمل الساقين (اليمنى واليسرى) ويتمتع بقوة التصويب من مختلف المسافات وكان هذا اللاعب قريبا من مغادرة النادي في اكثر من مناسبة جراء اهماله من المدربين السابقين الذين وضعوه خارج حساباتهم قبل ان ينجح الدريدي في ان ينفض عن اللواتي المتخلق غبار النسيان ويمنحه ثقته ويعول عليه منذ مباراة اتحاد بن قردان والتي كان فيها صاحب هدف الانتصار ثم واصل التعويل عليه أمام المتلوي ولم يقصّر وأمام النادي البنزرتي حيث كان من ابرز اللاعبين وأكيد ان الفريق كسب لاعبا مهما في الوسط الهجومي وهذه من ميزات وفضائل حرمان الفريق من الانتدابات الداخلية والخارجية لفترتين مما اجبر النادي على التعامل مع ما هو موجود ومنح الفرصة لعدد من الشبان وكانت هناك مكاسب. العواضي في العلالي لاعب اخر كان ناجحا في مهمته وهو كريم العواضي اللاعب المتخلق والمنضبط وصاحب الخبرة وهو لاعب مؤثر في الفريق لا لجهة الاداء السخي الذي يقدمه ولكن ايضا لجهة دوره المعنوي الكبير في الاحاطة بزملائه ونصحهم وتقديم النصائح لهم وهو يشكل الى جانب محمود بن صالح وماهر الحناشي اللاعبين المؤثرين ايجابيا في المجموعة وضبط توازناتها بالنظر الى قيمتهم الفنية والأخلاقية والتربوية العالية. قعلول يؤكد بعد عديد الاسابيع من العمل واللعب تحت القصف وتحت الضغط الرهيب من عدد من الاعلاميين ومن مستعملي صفحات التواصل الاجتماعي ها أن طول نفس الحارس محمد الهادي قعلول وجديته وانضباطه وقابليته الكبيرة للتطور والاستفادة من كل مقابلة يلعبها جعله يكسب الرهان ويفوز في امتحان اثبات الجدارة بحراسة أخشاب "السي اس اس" لتتراجع الحملة الظالمة التي شنها البعض عليه لا لسبب سوى لتمكين الحارس رامي الجريدي من العودة الى الشباك وكأنه فوق المجموعة في وقت لم يخطئ فيه قعلول ولم يرتكب أخطاء تذكر. ومن حسن الحظ ان المدرب لسعد الدريدي يشتغل بكامل الحرفية ويعتمد على مقياس الانضباط والعطاء بعيدا عن التمييز والسقوط في فخ الاسماء الرنانة فهذا المدرب اعلنها بوضوح منذ اشرافه على الفريق وتسلمه المقاليد الفنية انه لا ينظر إلى الأسماء بل إلى العطاء وانه ينظر الى الانضباط ويجعله في المقام الأول بعيدا عن المجاملات. اليوم العودة الى التمارين بعد راحة بيوم مكن الاطار الفني لاعبيه منها ستعود المجموعة الى التدريبات بداية من صباح اليوم السبت للإعداد لمقابلة الكلاسيكو المنتظرة مع النادي الافريقي بالعاصمة يوم الاربعاء القادم وهي مقابلة مهمة يريد الفريق كسبها للحفاظ على السلسلة الوردية المحققة رغم محدودية الرصيد.